قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/186): الاستعاذة
معناها:
الاعتصام
والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في دفع
المكروه والشرور.
وهو
نوع من أنواع العبادة، لأن دفع الضرر،
ودفع الشرور لا يقدر عليه إلا الله سبحانه
وتعالى، فكل ما لا يقدر عليه إلاَّ الله
فإنه لا يُطلب إلاَّ من الله، فإن طُلب
من غيره كان ذلك شركاً، هذا وجه كون
الاستعاذة بغير الله من الشرك، لأن
الاستعاذة عبادة، وصرف العبادة لغير الله
شرك، لماذا كانت عبادة؟، لأنها طلب دفع
الضرر الذي لا يقدر على دفعه إلاَّ الله،
وطلب ما لا يقدر عليه إلاَّ الله من غير
الله شرك، ولأن الله تعالى أمر بالاستعاذة
به دون غيره، قال تعالى في آيات من القرآن:
{وَإِمَّا
يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
} ،
وقال تعالى لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
{قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
} ،
{قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)
} ،
كما أنه سبحانه بيّن أن الاستعاذة بغيره
من الشرك وذلك في سورة الجن:
{وَأَنَّهُ
كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ
بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ
رَهَقاً (6)
} ،
وفي سورة الأنعام:
{وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ
الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ
الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ
الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا
بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي
أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ
خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ
اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
،
ففي هذه الآيات ما يبيّن أن الله أمر
بالاستعاذة به وحده، ومنع من الاستعاذة
بغيره، فدلّ على أن الاستعاذة عبادة، لا
يجوز أن تُصرف لغير الله سبحانه وتعالى.
وقال في ص(190): إن الكتاب والسنّة قد دلاّ على أن الاستعاذة عبادة، وما دام أنها عبادة، فالاستعاذة بغير الله تكون شركاً أكبر يَخرج به صاحبه من الملّة، فالذي يستعيذ بالجن أو بالشياطين يكون كافراً الكفر الأكبر، مشركاً بالله عزّ وجلّ، كالذين يكتبون الحُجُب والطلاسم، ويستعيذون بالشياطين وبِمَرَدَة الجن، ويكتبون أسماء الشياطين في كتاباتهم، وفي طلاسمهم، وكذلك الذين ينادون الجن عند الشدّة وعند الخوف هذا- أيضاً- كله من الشرك الأكبر لأنه استعاذة بغير الله سبحانه وتعالى، ومن هذا -أيضاً- من يستعين بالجن عندما يتخاصم مع أحد فيقول: يا جن خذوه، افعلوا به كذا وكذا. وهذا شرك بالله عزّ وجلّ إذا كان يقصد الاستعانة بهم، وكذلك الذي يعالج الناس بالاستعانة بالجن وسؤالهم عن المرض أو عن الذي سحر المريض.
وقال في ص(190): إن الكتاب والسنّة قد دلاّ على أن الاستعاذة عبادة، وما دام أنها عبادة، فالاستعاذة بغير الله تكون شركاً أكبر يَخرج به صاحبه من الملّة، فالذي يستعيذ بالجن أو بالشياطين يكون كافراً الكفر الأكبر، مشركاً بالله عزّ وجلّ، كالذين يكتبون الحُجُب والطلاسم، ويستعيذون بالشياطين وبِمَرَدَة الجن، ويكتبون أسماء الشياطين في كتاباتهم، وفي طلاسمهم، وكذلك الذين ينادون الجن عند الشدّة وعند الخوف هذا- أيضاً- كله من الشرك الأكبر لأنه استعاذة بغير الله سبحانه وتعالى، ومن هذا -أيضاً- من يستعين بالجن عندما يتخاصم مع أحد فيقول: يا جن خذوه، افعلوا به كذا وكذا. وهذا شرك بالله عزّ وجلّ إذا كان يقصد الاستعانة بهم، وكذلك الذي يعالج الناس بالاستعانة بالجن وسؤالهم عن المرض أو عن الذي سحر المريض.