قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/129): الذي
يعبد الله ويعبد معه غيره، فهذا لم يحقق
لا إله إلاَّ الله، وإن كان يتلفظ بها
بلسانه، فالذي يقول:
لا
إله إلاَّ الله ثم يذهب إلى القبور، ويطلب
منها الحوائج، ويتمسح بها، ويستغيث بها،
يطلب المدد منها، ويطوف بها.
فهذا
لم يتبرّأ من الشرك، فلا تنفعه لا إله
إلاَّ الله ولو قالها عدد الأنفاس، لأن
لا إله إلاَّ الله ليست مجرد لفظ يقال
باللسان، وإنما لها مقتضى ومدلول ومعنى
لابد أن يحقق، وهو عبادة الله والبراءة
من الشرك والمشركين.
فالذي
لا يتبرّأ من الشرك فإنه لم يحقق لا إله
إلاَّ الله، وإن تلفظ بها، وجعل له منها
أوراداً صباحية ومسائية، ومعه سبْحَة
طول الباع يسبِّح بها، ومعه أوراد يردِّدها
وفيها لا إله إلاَّ الله آلاف المرّات،
لا تنفعه أبداً حتى يفعل ما فعل إبراهيم-
عليه
الصلاة والسلام-،
فيتبرّأ من الشرك.