قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد وعند شرحه على حديث ابن
عباس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أنه قال:
"عُرضت
عليَّ الأمم، فرأيت النبي
ومعه الرَّهْط، والنبي ومعه الرجل
والرجلان، والنبي وليس معه أحد...الحديث"(1/85):
هذا
فيه دليل على أنه لا يُحتج بالكثرة، وإنما
يُحتج بمن كان على الحق، ومعه الدليل،
ولو كانوا قليلين، ولو كان شخصاً واحداً،
فمن كان على الحق، ومعه دليل من كتاب الله
وسنّة رسوله، فهذا هو الذي يُؤخذ بقوله
ويُقتدى به، أما من خالف الدليل فلا عبرة
به حتى ولو كانوا كثرة، والله تعالى يقول
في نوح:
{وَمَنْ
آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ}
ويقول:
{وَمَا
أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ
بِمُؤْمِنِينَ}
ويقول
جل وعلا:
{وَإِنْ
تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ
يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ
هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)
} ،
فالكثرة ليست هي الضابط في إصابة الحق،
ولا يُغتر بها، فربما تكون الكثرة على
الباطل، إنما إذا اجتمع الكثرة مع إصابة
الحق، فهذا طيّب، أما إذا كانت كثرة بدون
حق فلا، ولا يُزَهِّدُنا في الحق قلّة
أتباعه، لأن بعض الناس اليوم إذا نُبّه
على خطأ يقول:
هذا
عليه أكثر الناس، إذا قلت له-
مثلاً-
عن
تحريم تأويل الصفات، قال:
تسعة
أعشار العالم الإسلامي أشاعرة يئولون
الصفات وهذا ليس عذراً أمام الله عز وجل ما دام تبيّن
الحق، وأما أمر الناس فهو موكول إلى الله
سبحانه، ويجب على المسلم أنه يتبع الحق،
ولا (كلمة غير مفهومة) بكثرة من خالفه أو جانبه، نبي
من أنبياء الله ليس معه إلاَّ دون عشرة،
ونبي من أنبياء الله ليس معه إلاَّ رجل
أو رجلان، ونبي من أنبياء الله ليس معه
أحد.
نسأل
الله أن يوفقنا وإيّاكم لقول الحق والعمل
به، ومخالفة الهوى والنفس والشيطان.