قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/78):
أربع
صفات وصف الله بها إبراهيم:
وهي:
الصفة
الأولى:
أنه
كان أمة، يعني:
قدوة
في الخير.
الصفة
الثانية:
أنه
كان قانتاً لله ثابتاً على الطاعة مخلصاً
عمله لله.
الصفة
الثالثة:
أنه
كان حنيفاً، مقبلاً على الله معرضاً عما
سواه.
الصفة
الرابعة:
أنه
لم يك من المشركين.
أي
بريء منهم ومن دينهم.
وهذا
هو تحقيق التّوحيد يكون بهذه الأمور،
وأعظمها البراءة من المشركين، فمن تبرأ
من المشركين فهو ممن حقق التّوحيد، ولو
كانوا أقرب الناس إليه، فإبراهيم تبرأ
من أبيه:
{وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ
كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (41)
إِذْ
قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ
مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا
يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42)
} إلى
أن انتهت المحاورة بقوله:
{وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ
بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً (48)
فَلَمَّا
اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً
(49)
} "من
ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه"
لما
تبرأ من المشركين عوضه الله ذرية أنبياء.
واليوم
جماعات يدَّعون أنهم دعاة إلى الله لا
يتبرءون من المشركين ما داموا على منهجهم
الحزبي!!
ولا
حول ولا قوة إلاَّ بالله.
والواجب
على المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى،
وإذا كان يريد أن يدعو إلى الله فليعرف
ما هي الدعوة، وما هي أصول الدعوة، وما
المطلوب من الداعية، وأن يكون على طريقة
إبراهيم عليه السلام وغيره من النبيّين
الذين تبرّأوا من المشركين وقاطعوهم
بعدما تبرءوا من الشرك وأخلصوا العبادة
لله وحده.