قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/171): قال
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"لعن
الله من غيّر منار الأرض"
المنار:
جمع
منارة، وهي:
العلامة.
والمراد
بمنار الأرض للعلماء فيه ثلاثة أقوال:
القول
الأول:
أن
المراد بمنار الأرض:
المراسيم،
ومعنى غيّرها يعني:
قدّمها
أو أخرّها عن مكانها، وفي الحديث:
"من
اقتطع شبراً من الأرض بغير حق طُوِّقه
يوم القيامة من سبع أرضين".
والقول
الثاني: أن
المراد بمنار الأرض:
أعلام
الحَرَم الذي يحرم قتل صيده وَتَنْفِيره،
ويحرم قطع شجره وحشيشيه، وأخذ لُقَطَتِه
فقد جعل الله حول الكعبة حرماً من كل
جانب، وهذه المنطقة، لا يدخلها مشرك، ولا
يُنَفَّر صيدها، ولا يُخْتلى خلاها، ولا
تُلْتَقَط لقطتها إلاَّ لمنشد، ولا يجوز
القتال فيها إلاَّ دفاعاً، فالمراد بمنار
الأرض على هذا القول:
أنصاب
الحَرَم، أي:
الأعلام
المجعولة على الحَرَم من كل جانب، من جهة
التَّنْعيم، ومن جهة الحُدَيْبِيَة، ومن
جهة عرفات ونَمِرة، ومن جهة الجِعْرانة،
أنصاب مبنيّة وأعلام مقامة على حدود
الحَرَم.
القول
الثالث: أن
المراد بمنار الأرض:
العلامات
التي على الطرق، وكانت معروفة، وفي وقتنا
الحاضر اللوحات التي تجعلها المواصلات
على الطريق، هذه من منار الأرض، فلا يجوز
لأحد أن يغير هذه الأعلام، لأنه يضلل
الناس.
والراجح من هذه الأقوال هو القول
الأول.