قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/95): قول
الله عزّ وجلّ:
" {إِنَّ
اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ}
" هذا
خبر من الله عن نفسه سبحانه وتعالى مؤكّد
بـ "إنّ".
أنه:
" {لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}
" فهذا
فيه خطورة الشرك، فالله لا يغفر للمشرك
مع أن رحمته وسعت كل شيء، ولكن المشرك لا
يدخل فيها، لعِظم جريمته-
والعياذ
بالله، فمن مات على الشرك فإنه لا يغفر
له، وهذا يدلّ على خطورة الشرك، فإذا كان
الشرك بهذه الخطورة، فإنه يجب الحذر منه
غاية الحذر، كل الذنوب مَظِنّة المغفرة
ورجاء المغفرة إلاَّ الشرك.
والشرك
لا يمكن تجنبه إلاَّ إذا عرف وعرف خطره.
وفي
الآية الأخرى أخبر سبحانه أنه حرم الجنة
على المشرك، قال تعالى:
{إِنَّهُ
مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ
النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ}
والحرام:
الممنوع،
فلا يمكن أنّ المشرك يذوق طعم الجنة، أو
يشم رائحة الجنة.
وفي
الآية الثالثة:
يقول
الله تعالى:
{إِنَّمَا
الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ
هَذَا} ،
منعهم الله من دخول المسجد الحرام لأنهم
نجس، ونجاسة الشرك نجاسة معنويّة، والمسجد
الحرام لا يدخله إلاَّ أهل التّوحيد
{وَمَا
كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ
إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.