قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/189) وعند شرحه على حديث خَوْلَة بنت حكيم قالت:
سمعت
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقول:
"من
نزل منزلاً فقال:
أعوذ
بكلمات التّامّات من شر ما خلق؛ لم يضره
شيء حتى يرحل من منزله ذلك"
رواه
مسلم:
قوله:
"أعوذ
بكلمات الله التّامّات من شر ما خلق"
كلمات
الله:
المُراد.
بها:
كلامه
سبحانه وتعالى المنزّل على رسوله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والاستعاذة
بالقرآن مشروعة، لأن القرآن كلام الله،
فالاستعاذة بالقرآن استعاذة بصفة من صفات
الله، وهي الكلام، وليست استعاذة بمخلوق.
واستدلّ
أهل السنّة والجماعة بهذا الحديث على أن
القرآن غير مخلوق، لأنه لا تجوز الاستعاذة
بالمخلوق، فلو كان القرآن مخلوقاً-
كما
تقوله الجهمية والمعتزلة-
لصار
هذا من الاستعاذة بالمخلوق، وهي شرك، كما
دلّ هذا الحديث على مشروعية الاستعاذة
بالله عزّ وجلّ، وترك الاستعاذة بغيره
سبحانه وتعالى.