قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/131): قوله
تعالى:
{اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً
مِنْ دُونِ اللهِ}
الأحبار:
جمع
حَبْر، أو حِبِر، وهو العالم.
والرهبان:
جمع
راهب، وهو العابد.
والأحبار
والرهبان موجودون في اليهود والنصارى،
فاليهود والنصارى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أرباباً من دون الله، بأيِّ شيءٍ اتخذوهم
أرباباً من دون الله، فسرّ ذلك النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَعَدِّي بن حاتم الطائي؛ لما جاء إلى
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقرأ عليه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
" {اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً
مِنْ دُونِ اللهِ}
"،
واستشكلها عدي، لأنه كان نصرانيًّا،
فقال: يا
رسول الله لسنا نعبدهم، فقال النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أليسوا
يحرّمون ما أحل الله، فتحرمونه؟ "،
قال: بلى،
قال: "أليسوا
يحلُّون ما حرّم الله، فتحلُّونه؟ "،
قال: بلى،
قال: "فتلك
عبادتهم".
فمعنى:
" {اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً
مِنْ دُونِ اللهِ}
" أنهم
أطاعوهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال؛
فدلّ هذا على أن من أطاع مخلوقاً في تحليل
ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله، فقد اتخذه ربًّا يعبده من دون الله، وهذا ما يسميه العلماء بشرك الطاعة.