قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/190): قوله
تعالى:
{وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ
الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ
الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ
الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا
بِبَعْضٍ}
،
قال العلماء في تفسير هذه الآية:
"استمتاع
الإنس بالجن:
أنهم
يستعيذون بهم مما يكرهون، ويطلبون منهم
ما يريدون، فالجن تخدمهم، وتحضّر لهم
الغائب والبعيد، وتقضي بعض حوائجهم، لأن
هناك أشياء لا يقدر عليها الإنس، فهم
يستعيذون بالجن، ويستمتعون بالجن، بمعنى:
أن
الإنس يستخدمون الجن في بعض أمورهم، هذا
استمتاع الإنس بالجن.
واستمتاع
الجن بالإنس:
أن
الإنس يخضعون لهم ويعظمونهم ويجلّونهم،
ففي هذا استمتاع للجن بالإنس، فكل من
الفريقين استمتع بالآخر، هذا استمتع
بحصول حوائجه، وهذا استمتع بتعظيمه،
وصرفه هذا الإنسي إلى الكفر بدل الإيمان.
فدلّ
على أن الاستعانة بالجن شرك أكبر، ولو
سميت بغير الشرك، لو سميت:
بالاستخدام،
أو الزار، أو ما أشبه ذلك من الأسماء.