قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/159) وعند شرحه على حديث أبي واقد الليثي قال:
خرجنا
مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلى حُنَيْن، ونحن حُدَثاء
عهد بكفر وللمشركين سِدْرَة يعكفون عندها
وينُوطون بها أسلحتهم، يُقال لها:
ذات
أَنْواط، فمررنا بِسدْرَة فقلنا:
يا
رسول الله، اجعل لنا ذات أَنْواط كما لهم
ذات أَنْواط....الحديث:
قال: يعني أن
إسلامهم كان جديداً متأخراً، وهو يريد
بذلك بيان العذر مما وقع منهم، أنهم كانوا
جُهّالاً، لم يتفقّهوا كما كان الصحابة
الذين مع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقهاء، عرفوا العقيدة ودرسوها،
لكن هؤلاء أسلموا قريباً، ولم يتمكّنوا
من التفقّه في العقيدة، وكانوا آلفين
لأشياء من دين الجاهلية، لم يتخلّصوا
منها بعد.
وهذا
دليل على آفة الجهل، وأن الإنسان قد يقع
في الشرك بسبب الجهل، وفيه الحث على تعلم
العقيدة ومعرفتها والتبصّر فيها خشية أن
يقع الإنسان في مثل ما وقع فيه هؤلاء،
فالذين ينادون اليوم بتهوين أمر العقيدة،
ويقولون:
لماذا
يدرسون العقيدة وهم مسلمون؟، يا سبحان
الله، المسلم هو أولى بدراسة العقيدة من
أجل أن يصحِّح إسلامه، ومن أجل أن يحفظ
دينه، هؤلاء مسلمون ومع هذا وقعوا في هذه
القضية بسبب أنهم لم يتعلموا، ففي هذا
دليل على وجوب تعلم العقيدة الصحيحة،
ووجوب تعلّم ما يضادها من الشرك والبدع
والخرافات؛ حتى يكون الإنسان على حذر
منها، وما أوقع اليوم عُبّاد الأضرحة-
أو
كثير منهم-
في
عبادة القبور إلاَّ بسبب الجهل، ويظنون
أن هذه من الإسلام، فهذه مصيبة عظيمة،
حتى سمعنا أن بعض الدعاة يدعون -
في
أمريكا وفي غيرها-
إلى
دين الصوفية وإلى دين القبوريّة، فهم
أخرجوهم من كفر إلى كفر، وكونه يبقى على
كفره، أخف من كونه ينتقل إلى كفر يسمّى
باسم الإسلام.
وقال في ص(161): وإن
الجهل قد يوقع في الكفر بالله عزّ وجلّ،
وهذه خطورة عظيمة، ولا يُنجّي من هذا
الجهل إلاَّ تعلّم العقيدة الصحيحة،
والتأكُّد منها، وتدريسها، وتكرارها على
الناس، وتعليمها للناس، ونشرها بكل وسيلة
في المساجد، وفي المدارس، وفي وسائل
الإعلام، وفي المجالس، وفي البيوت.