قال الحافظ ابن حجر في فتح
الباري(13/23) عند شرحه على حديث "رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة": اخْتُلِفَ
فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ كَاسِيَةٍ
وَعَارِيَةٍ عَلَى أَوْجُهٍ أَحَدُهَا
كَاسِيَةٌ فِي الدُّنْيَا
بِالثِّيَابِ لِوُجُودِ الْغِنَى
عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الثَّوَابِ
لِعَدَمِ الْعَمَلِ فِي الدُّنْيَا
ثَانِيهَا كَاسِيَةٌ بِالثِّيَابِ
لَكِنَّهَا شَفَّافَةٌ لَا تَسْتُرُ
عَوْرَتَهَا فَتُعَاقَبُ فِي الْآخِرَةِ
بِالْعُرْيِ جَزَاءً عَلَى ذَلِكَ
ثَالِثُهَا كَاسِيَةٌ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ
عَارِيَةٌ مِنَ الشُّكْرِ الَّذِي
تَظْهَرُ ثَمَرَتُهُ فِي الْآخِرَةِ
بِالثَّوَابِ رَابِعُهَا كَاسِيَةٌ
جَسَدُهَا لَكِنَّهَا تَشُدُّ خِمَارَهَا
مِنْ وَرَائِهَا فَيَبْدُو صَدْرُهَا
فَتَصِيرُ عَارِيَةً فَتُعَاقَبُ فِي
الْآخِرَةِ خَامِسُهَا كَاسِيَةٌ مِنْ
خِلْعَةِ التَّزَوُّجِ بِالرَّجُلِ
الصَّالِحِ عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ
مِنَ الْعَمَلِ فَلَا يَنْفَعُهَا صَلَاحُ
زَوْجِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى فَلَا
انساب بَينهم ذَكَرَ هَذَا الْأَخِيرَ
الطِّيبِيُّ وَرَجَّحَهُ لِمُنَاسَبَةِ
الْمَقَامِ وَاللَّفْظَةُ وَإِنْ وَرَدَتْ
فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ الْعِبْرَةَ
بِعُمُومِ اللَّفْظِ وَقَدْ سَبَقَ
لِنَحْوِهِ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ
كَاسِيَةٌ لِلشَّرَفِ فِي الدُّنْيَا
لِكَوْنِهَا أَهْلَ التَّشْرِيفِ
وَعَارِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ عَارِيَةً
فِي النَّار. ا.هـ