"مَنْ
تعلّق شيئاً وُكِل إليه"1
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/148):
"من
تعلّق شيئاً"
سواءً
قلادة، أو تَمِيمَة، أو حِرْزاً من
الحُرُوز، أو خيطاً، أو حلقة، يعني:
علّق
قلبه بشيء أيّ شيء، يظن أنه ينفع ويضر،
"وُكِل
إليه"
وَكَلَه
الله إلى ما تعلق به.
وهذه
عقوبة من الله سبحانه وتعالى، وإهانة له
من الله سبحانه وتعالى، لأن الله إذا
تخلّى عنه وَوَكَلَه إلى غيره هلك.
أما
من توكّل على الله عزّ وجلّ وحده فإن الله
سبحانه وتعالى يتولى أمره.
أما
من اعتقد بغيره فإنه يَكِلُه إليه ويتخلّى
عنه، يَكِلُه إلى حلْقة من صُفْر، أو خيط،
أو إلى تَمِيمَة، أو إلى وليّ من الأولياء،
أو قبر من القبور، أو ضريح من الأضرحة،
يَكِلُه إلى من اعتقد فيه.
فهذا
فيه خطر عظيم، وفيه حث على أن يعلِّق
الإنسان قلبه بالله عزّ وجلّ، وأن يعتقد
أنه لا ينفع إلاَّ الله، ولا يضر إلاَّ
الله، ولا يشفي إلاَّ الله، ولا يرزق
إلاَّ الله، ولا يُعطي ولا يمنع إلاَّ
الله، يتوكّل على الله، مع أخذه بالأسباب
المباحة التي جعلها الله أسباباً كالدواء
المباح، وغير ذلك من الأسباب المباحة،
لكن القلب يتعلق بالله.
فقوله:
"من
تعلّق شيئاً وُكِل إليه"
قاعدة
عامة، تعمّ كل شيء يعلّق الإنسان قلبه به
من دون الله عزّ وجلّ من بشر، أو حجر، أو
شجر، أو قبر، أو حلْقة، أو خيط، أو تَمِيمَة،
أو غير ذلك، أو جن، أو إنس.
ففي
هذا وجوب التوكّل على الله، والنهي عن
الاعتماد على غير الله في جلب خير أو دفع
ضُر، والقرآن يقرّر هذا في آيات كثيرة.
_______________
1أخرجه
أحمد(31/77) والترمذي(4/403)
والبيهقي(9/590)
وغيرهم وصححه
الألباني في صحيح الترمذي(2072)