قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/193-194):
الاستغاثة:
طلب
الغوث، ولا تكون إلاَّ في وقت الشدّة.
وأما
الدعاء فهو عام في وقت الشدّة وفي غيرها.
والاستغاثة
بالمخلوق على قسمين:
القسم
الأول:
الاستغاثة
بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله
سبحانه وتعالى، فهذه هي الشرك الأكبر،
لأنها صرف للعبادة لغير الله سبحانه
وتعالى.
أما
الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه
المخلوق كاستغاثة بغيره في الحرب ليساعده
ويناصره على عدّوه؛ فهذا جائز، كما قال
الله تعالى عن موسى عليه السلام:
{فَاسْتَغَاثَهُ
الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي
مِنْ عَدُوِّهِ}
،
فالاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه-
كالاستغاثة
بالأموات والغائبين-
شرك
أكبر، لأنه يستغيث بمن لا يقدرون على شيء
أبداً، فالذين يستغيثون بالأضرحة،
وبالأولياء وبالصالحين، والأموات، أو
يستغيثون بالغائبين من الجن، أو بالشياطين،
كل هذا من النوع الممنوع.
أما
الدعاء، فهو أعم من الاستغاثة-
كما
سبق-،
وهو نوعان:
دعاء
عبادة، ودعاء مسألة.
ودعاء
العبادة هو:
الثناء
على الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته.
ودعاء
المسألة هو:
طلب
الحاجات من الله سبحانه وتعالى.
ويجتمع
النوعان في سورة الفاتحة، فقوله تعالى:
{الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
} ،
هذا دعاء عبادة، لأنه ثناء على الله،
وقوله:
{الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ}
دعاء
عبادة، {مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ (4)
} دعاء
عبادة {إِيَّاكَ
نَعْبُدُ}،
دعاء عبادة، {وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ}
إلى
آخر السورة دعاء مسألة.
ولهذا
يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي:
"قسمت
الصلاة"
يعني:
الفاتحة،
سماها صلاة لأنها دعاء، "بيني
وبين عبدي نصفين"
لأن
أولها دعاء عبادة الله، وآخرها دعاء
مسألة، والعلاقة بين دعاء العبادة ودعاء
المسألة:
أن
دعاء العبادة مُسْتَلْزِم لدعاء المسألة،
فإذا قال:
{الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ (3)
مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ (4)
} يلزم
من هذا أنه يسأل الله سبحانه وتعالى،
ودعاء المسألة متضمِّن لدعاء العبادة،
بمعنى:
أن
دعاء العبادة داخل في دعاء المسألة، فالذي
يسأل الله حوائجه يتضمّن سؤاله أنه يعبد
الله بذلك.