آيات
صفة المجيء والإتيان
قال تعالى:
{هَلْ
يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ
اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ}
وقوله:
{هَلْ
يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ
الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ
أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}
{كَلاَّ
إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا
وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا
صَفًّا}
{وَيَوْمَ
تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ
وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا}.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية(ص27): الشاهد
من الآيات:
أنها
أفادت إثبات المجيء والإتيان لله يوم
القيامة بذاته على ما يليق بجلاله لفصل
القضاء بين عباده ، ومجيئه وإتيانه سبحانه
من صفاته الفعلية يجب إثباتهما على
حقيقتهما، ولا يجوز تأويلهما بمجيء إتيان
أمره كما يفعله نفاة الصفات.
فيقولون:
{وَجَاء
رَبُّكَ}
أي:
جاء
أمره وهذا من تحريف آيات الله.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(279-280): هذه
أربع آيات ساقها المؤلف لإثبات صفة من
صفات الله، وهي:
المجيء
والإتيان.
وأهل
السنة والجماعة يثبتون أن الله يأتي بنفسه
هو، لأن الله تعالى ذكر ذلك عن نفسه، وهو
سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلاً
من غيره وأحسن حديثاً، فكلامه مشتمل على
أكمل العلم والصدق والبيان والإرادة،
فالله عز وجل يريد أن يبين لنا الحق وهو
أعلم وأصدق وأحسن حديثاً.
لكن
يبقى السؤال:
هل
نعلم كيفية هذا المجيء؟
الجواب:
لا
نعلمه، لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا
أنه يجيء،
ولم يخبرنا كيف يجيء، ولأن الكيفية لا
تعلم إلا بالمشاهدة أو مشاهدة النظير أو
الخبر الصادق عنها، وكل هذا لا يوجد في
صفات الله تعالى، ولأنه إذا جهلت الذات،
جهلت الصفات، أي:
كيفيتها،
فالذات موجودة وحقيقية ونعرفها ونعرف ما
معنى الذات وما معنى الذات وما معنى النفس،
وكذلك نعرف ما معنى المجيء، لكن كيفية
الذات أو النفس وكيفية المجيء غير معلوم
لنا.
فنؤمن
بأن الله يأتي حقيقة وعلى كيفية تليق به
مجهولة لنا.