قال الشيخ العثيمين رحمه الله في تعليقاته على الكافي لابن قدامة(ص58): أواني
الكفار التي يستعملونها إن كانوا ممن
لا يستحل الميتة -كاليهود- فأوانيهم طاهرة وإن كانوا ممن يستحلون الميتة نظرنا إن كانوا
يستعملون هذه الأواني كأواني طبخهم وما
أشبه ذلك فإنها لا تستعمل حتى تغسل لأن
النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال
(لا
تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها
ثم كلوا فيها)
أما
إذا شككنا هل هم يستعملونها أو لا فهي
طاهرة لأن الأصل الطهارة فإن قال قائل
إذا كانوا يستعملونها كيف نقول إنها نجسة
مع أنه يحتمل أنهم لا يستعملونها في اللحم
ربما يستعملونها في الطبخ بدون لحم قلنا
هذا من باب تغليب الظاهر على الأصل فصحيح
أن الأصل الطهارة لكن لما كان الغالب عند
الناس الذين يستعملونها في الأواني أنهم
يستعملونها في الطبخ ومنه طبخ اللحم
واللحم عندهم لا يحل لأنهم يأكلون ميتة
غلبنا الظاهر وقال بعض أهل العلم بل آنيتهم
كلها طاهرة لأن هذا هو الأصل وإنما نهى
النبي عليه الصلاة والسلام عن الأكل فيها
من أجل أن لا نكون معهم وأن لا نخالطهم
لأننا إذا أكلنا في أوانيهم صاروا يأخذون
منا الأواني ونأخذ منهم وصار بيننا وبينهم
ارتباط قال ودليل ذلك أن الرسول عليه
الصلاة والسلام قال (لا
تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها)
ومعلوم
أنه لو ثبتت نجاسة آنية الكفار وغسلناها
لكانت طاهرة يجوز الأكل فيها حتى وإن كان
عندنا شيء ولكن النبي عليه الصلاة والسلام
نهانا عن ذلك لأجل أن لا نلجأ إليهم ولا
نخالطهم إلا عند الضرورة وأما الأمر
بغسلها فهو من باب التنزه لئلا يكون فيها
شيء متلوث بنجاسة والذي يظهر لي أن الشارع
أمرنا أن نبتعد عن الكفار وأن لا نمتزج
بهم وأن لا نختلط وأمرنا بالغسل على سبيل
التنزه والاحتياط.