قال
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح
العقيدة الواسطية(ص49)
وعند
شرحه على قول ربنا تنزَّه عن الولد والشريك:
{ مَا
اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ
مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ
كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ
اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }
[ المؤمنون/91]:
{مَا
اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ
مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ}
في
هذه الآية ينزه تعالى نفسه على أن يكون
له ولد أو شريك في الملك والتصرف والعبادة
و {من}
في
الموضعين لتأكيد النفي {إِذًا
لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ}
هذا
استدلال لما سبق في أول الآية من نفي الولد
والشريك في الألوهية، أي:
لو
قدر تعدد الآلهة لانفرد كل منهم عن الآخر
بما خلق، وحينئذ لا ينتظم الكون لوجود
الانقسام.
والواقع
المشاهد أن الكون منتظم أتم انتظام لم
يحصل فيه تعدد ولا انقسام {وَلَعَلا
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
أي:
ولو
كان معه إله آخر لكان كل منهم يطلب قهر
الآخر ومخالفته، فيعلو بعضهم على بعض
كحال ملوك الدنيا، وحينئذ فذلك المغلوب
الضعيف لا يستحق أن يكون إلها.
وإذا
تقرر بطلان المشارك تعين أن يكون الإله
واحدًا هو الله وحده، ولهذا قال:
{سُبْحَانَ
اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
من
الشريك والولد {عَالِمِ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}
أي:
هو
المختص بعلم ما غاب عن العباد وعلم ما
يشاهدونه.
وأما
غيره فهو وإن علم شيئًا من المشاهد فإنه
لا يعلم الغيب {فَتَعَالَى}
أي:
تنزه
الله وتقدس {عَمَّا
يُشْرِكُونَ}
به
فهو سبحانه متعال عن أن يكون له شريك في
الملك.