الأربعاء، 19 مارس 2014

شرح قوله تعالى: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية(ص49) وعند شرحه على قول ربنا تنزَّه عن الولد والشريك: {  مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ  } [ المؤمنون/91]:

{‏مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ‏}في هذه الآية ينزه تعالى نفسه على أن يكون له ولد أو شريك في الملك والتصرف والعبادة و ‏{‏من‏}‏ في الموضعين لتأكيد النفي ‏{‏إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ‏}هذا استدلال لما سبق في أول الآية من نفي الولد والشريك في الألوهية، أي‏:‏ لو قدر تعدد الآلهة لانفرد كل منهم عن الآخر بما خلق، وحينئذ لا ينتظم الكون لوجود الانقسام‏.‏ والواقع المشاهد أن الكون منتظم أتم انتظام لم يحصل فيه تعدد ولا انقسام ‏{‏وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ‏}أي‏:‏ ولو كان معه إله آخر لكان كل منهم يطلب قهر الآخر ومخالفته، فيعلو بعضهم على بعض كحال ملوك الدنيا، وحينئذ فذلك المغلوب الضعيف لا يستحق أن يكون إلها‏.‏
وإذا تقرر بطلان المشارك تعين أن يكون الإله واحدًا هو الله وحده، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ‏}من الشريك والولد {‏عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ‏}أي‏:‏ هو المختص بعلم ما غاب عن العباد وعلم ما يشاهدونه‏.‏ وأما غيره فهو وإن علم شيئًا من المشاهد فإنه لا يعلم الغيب ‏{‏فَتَعَالَى‏}أي‏:‏ تنزه الله وتقدس ‏{‏عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}به فهو سبحانه متعال عن أن يكون له شريك في الملك‏.‏