قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} هذا
رد على المنافقين الذين زعموا أن العزة
لهم على المؤمنين. والعزة هي:
القوة
والغلبة وهي لله وحده ولمن أفاضها عليه
من رسوله وصالحي عبيده لا لغيرهم.
وقال عن إبليس: {فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
أقسم
بعزة الله تعالى، فالباء هنا للقسم، لكنه اختار القسم بالعزة دون غيرها من الصفات لأن المقام مقام مغالبة، فكأنه قال: بعزتك التي تغلب بها مَنْ سواك لأغوين هؤلاء وأسيطر عليهم يعني: بني آدم حتى يخرجوا من الرشد إلى الغي:
{لأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ}
لأضلن
بني آدم بتزيين الشهوات لهم وإدخال الشبهات
عليهم حتى يصيروا غاوين جميعًا.
ثم
لما علم أن كيده لا ينجح إلا في أتباعه من
أهل الكفر والمعاصي استثنى فقال:
{إِلاَّ
عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} فإن إبليس لا
يستطيع أن يغويهم، كما قال تعالى:
{إِنَّ
عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ
سُلْطَانٌ}
[الحجر:
42] .
ففي
هاتين الآيتين إثبات العزة لله.
وفي
قوله: {فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} إثبات أن الشيطان يقر بصفات
الله!
فكيف
نجد من بني آدم من ينكر صفات الله أو بعضها،
أيكون الشيطان أعلم بالله وأعقل مسلكاً
من هؤلاء النفاة؟!
((من شرحَيْ العلامتين العثيمين والفوزان على العقيدة الواسطية))