قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(424-425): والمحنة:
هو
أن المأمون عفا الله عنا وعنه أجبر الناس
على أن يقولوا بخلق القرآن,
حتى
إنه صار يمتحن العلماء ويقتلهم إذا لم
يجيبوا,
وأكثر
العلماء رأوا أنهم في فسحة من الأمر،
وصاروا يتأولون:
إما
بأن الحال حال إكراه,
والمكره
إذا قال الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان؛
فإنه معفو عنه.
وإما
بتنزيل اللفظ على غير ظاهره؛ يتأولون،
فيقولون مثلا:
القرآن
والتوراة والإنجيل والزبور؛ هذه مخلوقة.
وهو
يتأول أصابعه.
أما
الإمام أحمد ومحمد بن نوح رحمهما؛ فأبيا
ذلك، وقالا:
القرآن
كلام الله منزل غير مخلوق.
ورأيا
أن الإكراه في هذا المقام لا يسوغ لهما
أن يقولا خلاف الحق؛ لأن المقام مقام
جهاد, والإكراه يقتضي العفو إذا كانت المسألة شخصية؛ بمعنى أن تكون على الشخص نفسه،, أما إذا كانت المسألة لحفظ شريعة الله عز وجل فالواجب يتبرع الإنسان برقبته لحفظ شريعة الله.
لو
قال الإمام أحمد في ذلك الوقت:
إن
القرآن مخلوق,
ولو
بتأويل أو لدفع الإكراه؛ لقال الناس كلهم:
القرآن
مخلوق!
وحينئذ
يتغير المجتمع الإسلامي من أجل دفع
الإكراه، لكنه صمم,
فصارت
العاقبة له، ولله الحمد.