قال الشيخ العثيمين رحمه الله في تعليقاته على الكافي لابن قدامة(ص66): لبن
الميتة نجس لأنه مائع في وعاء نجس هذا هو
الصحيح فلو أن شاة ماتت ثم شققنا بطنها
وأخرجنا ضرعها وعصرنا ما فيه من اللبن
كان هذا اللبن نجسا واختار شيخ الإسلام
أنه طاهر لأنه تولد قبل الموت خرج من بين
فرث ودم قبل أن تموت فكان طاهرا لكن ما
ذكره المؤلف هو الصحيح لأننا نقول هب أنه
تولد من البهيمة قبل أن تموت وهو طاهر
لكنه لاقى النجاسة وماهي النجاسة؟ الوعاء.
فالوعاء
لاقى النجاسة فلبنها نجس واستثنى بعض
العلماء الأنفحة وقال إنها طاهرة فما هي
الأنفحة؟ الأنفحة هي لبن الرضيع أول ما
يرضع فالحيوان أول ما يسقط من بطن أمه
ويرضع هذا الرضاع الأول الذي هو اللبأ
يكون أشد من الجبن تجبينا للأشياء ومن
عادتهم أنهم إذا ذبحوا هذه الحيوانات
الصغار أنهم يأخذون المعدة ثم يأخذون ما
فيها من اللبن ويصير أعظم من أي جبن على
وجه الأرض لو تحط فيه شيء قليل من الماء
جمد ونذكر أن المرق الذي يطبخ فيه هذا
الطفل الصغير يتجمد إذا برد تقول كأنه
كريمة أو شيء جامد مرة، هذه هي الأنفحة
إذاً الأنفحة هي عبارة عن اللبأ الذي
يرضعه الحيوان عند وضعه ولكن أين تكون
الأنفحة هل هي في الضرع أو في المعدة؟
تكون في المعدة فقياسها على اللبن فيه
نظر لأن اللبن ليس يبقى في الضرع كما يبقى
اللبن في المعدة ولكن اللبن متخلل في
الضرع متخلل فيها مختلط بها فبينهما فرق.