قال الشيخ العثيمين رحمه الله -بتصرف- في شرح العقيدة الواسطية(412-414): قوله تعالى:{لا
تحزن إن الله معنا}
[التوبة:
40] الخطاب
لأبي بكر من النبي صلى الله عليه وسلم حين وقف المشركون عليهم؛ يقول أبو
بكر:
"يا
رسول الله!
لو
نظر أحدهم إلى قدمه؛ لأبصرنا"؛
يعني:
إننا
على خطر؛ كقول أصحاب موسى لما وصلوا إلى
البحر:
{إنا
لمدركون}
[الشعراء:
61] ،
وهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم,
لأبي
بكر رضي الله عنه:
{لا
تحزن إن الله معنا}
. فطمأنه
وأدخل الأمن في نفسه,
وعلل
ذلك بقوله:
{إن
الله معنا}
.
ولهذا
وقفت قريش على الغار,
ولم
يبصروهما!
أعمى
الله أبصارهم.
وأما
قول من قال:
فجاءت
العنكبوت فنسجت على باب الغار,
والحمامة
وقعت على باب الغار، فلما جاء المشركون,
وإذا
على الغار,
حمامة
وعش عنكبوت,
فقالوا:
ليس
فيه أحد؛ فانصرفوا.
فهذا
باطل!!
الحماية
الإلهية والآية البالغة أن يكون الغار
مفتوحا صافيا؛ ليس فيه مانع حسي,
ومع
ذلك لا يرون من فيه، هذه هي الآية!!
أما
أن تأتي حمامة وعنكبوت تعشش؛ فهذا بعيد,
وخلاف
قوله:
"لو
نظر أحدهم إلى قدمه، لأبصرنا".
المهم
أن بعض المؤرخين -
عفا
الله عنهم -
يأتون
باشياء غريبة شاذة منكرة لا يقبلها العقل
ولا يصح بها النقل.
ولزيادة الفائدة:
قال الشيخ الألباني رحمه الله فيالسلسلة الضعيفة (1189):
واعلم
أنَّهُ لا يصحُّ حديث في عنكبوت الغار
والحمامتين علىٰ كثرة ما يُذكر ذٰلك في
بعض الكتب والمحاضرات التي تُلقى بمناسبة
هجرتِهِ صلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة،
فكُن مِن ذٰلك عَلىٰ عِلم.