قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(ص220): قوله:
{وَمَنْ
يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ
ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ
فِي السَّمَاءِ}
: من
يرد أن يضله:
{كَأَنَّمَا
يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}
،
يعني:
كأنه
حين يعرض عليه الإسلام يتكلف الصعود إلى
السماء، ولهذا جاءت الآية:
{يَصَّعَّدُ}
،
بالتشديد، ولم يقل:
يصعد،
كأنه يتكلف الصعود بمشقة شديدة، وهذا
الذي يتكلف الصعود لا شك أنه يتعب ويسأم.
ولنفرض
أن هذا رجل طلب منه أن يصعد جبلاً رفيعاً
وصعباً، فإذا قام يصعد هذا الجبل، سوف
يتكلف، وسوف يضيق نفسه ويرتفع وينتهب،
لأنه يجد من هذا ضيقاً.
وعلى
ما وصل إليه المتأخرون الآن، يقولون:
إن
الذي يصعد في السماء كلما ارتفع وازداد
ارتفاعه، كثر عليه الضغط، وصار أشد حرجاً
وضيقاً، وسواء كان المعنى الأول أو المعنى
الثاني، فإن هذا الرجل الذي يعرض عليه
الإسلام وقد أراد الله أن يضله يجد الحرج
والضيق كأنما يصعد في السماء.