الاثنين، 7 أبريل 2014

الإنسان إذا وجد أن غاية ما يصل إليه من الثواب هو النظر إلى وجه الله كانت الدنيا كلها رخيصة عنده

قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(458-459): أما في مسألة الرؤية -رؤية الله عز وجل في الآخرة-؛ فما أعظم أثرها على الاتجاه المسلكي؛ لأن الإنسان إذا وجد أن غاية ما يصل إليه من الثواب هو النظر إلى وجه الله كانت الدنيا كلها رخيصة عنده؛ وكل شيء يرخص في جانب الوصول إلى رؤية الله عز وجل لأنها غاية كل طالب, ومنتهى المطالب.

فإذا علمت انك سوف ترى ربك عيانا بالبصر فوالله لا تساوي الدنيا عندك شيئا.
فكل الدنيا ليست بشيء؛ لأن النظر إلى وجه الله هو الثمرة التي يتسابق فيها المتسابقون, ويسعى إليها الساعون وهي غاية المرام من كل شيء.
فإذا علمت هذا فهل تسعى إلى الوصول إلى ذلك أم لا؟!
والجواب: نعم؛ أسعى إلى الوصول إلى ذلك بدون تردد.
وإنكار الرؤية في الحقيقة حرمان عظيم, لكن الإيمان بها يسوق الإنسان سوقا عظيما إلى الوصول إلى هذا الغاية؛ فهو يسير ولله الحمد؛ فالدين كله يسر حتى إذا وجد الحرج تيسر الدين فأصله ميسر وإذا وجد الحرج تيسر ثانية, وإذا لم يمكن القيام به أبدا سقط؛ فلا واجب مع العجز, ولا حرام مع الضرورة.