قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في التنبيهات اللطيفة(1/75): اعلم
أن المؤمنين بالقرآن على قسمين:
كاملين
، وناقصين.أما
الكاملون:
فإنهم
أقبلوا على القرآن فتفهموا معانيه ، ثم
آمنوا بها واعتقدوها كلها ، وتخلقوا
بأخَلاقها ، وعملوا بما دل عليه امتثالًا
لأوامره واجتنابًا لنواهيه ، ولم يفرقوا
بين نصوصه كحال أهل البدع الذين آمنوا
ببعض دون بعض.وأما
الناقصون:
فهم
قسمان:قسم
مبتدعون ، وقسم فاسقون ظالمون.أما
المبتدعون:
فكل
من ابتدع بدعة ترك لها شيئًا من كتاب الله
وسنة رسوله ، وهؤلاء على مراتبهم في البدعة
بحسب ما خالفوا فيه.
وأما
الفاسقون فهم الذين عرفوا أنه يجب عليهم
الإيمان بالكتاب والعمل به ، فاعترفوا
بذلك ولكن أعمالهم ناقضت أقوالهم فتجرءوا
على مخالفة الكتاب بترك كثير من واجباته
والاقتحام على كثير مما نهى عنه من غير
أن يجحدوا ، ولكن نفوسهم الأمارة بالسوء
غلبتهم واستولت عليهم.فنسأل
الله تعالى أن يجعلنا ممن آمن بكتابه
إيمانًا صحيحًا حتى نكون لجميع نصوصه
معتقدين ، ولأوامره ونواهيه خاضعين ، إنه
جواد كريم.