الأحد، 13 أبريل 2014

ذهب بعض العلماء إلى أن من أنكر رؤية الله تعالى فهو كافر مرتد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏(‏إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا‏)‏ متفق عليه‏.‏

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية(ص82-83): قوله‏:‏ ‏(إنكم سترون ربكم)‏ الخطاب للمؤمنين‏.‏‏ أي‏:‏ تعاينونه بأبصاركم، والأحاديث الواردة بإثبات رؤية المؤمنين لربهم متواترة‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏كما ترون القمر ليلة البدر‏)‏ أي‏:‏ ليلة كماله، وهي الليلة الرابعة عشرة من الشهر‏.‏ فإنه في تلك الليلة يكون قد امتلأ نورًا‏.‏ والمراد من هذا التشبيه تحقيق الرؤية وتأكيدها ونفي المجاز عنها‏.‏ وهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا تشبيه للمرئي بالمرئي لأنه سبحانه‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏}‏‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(لا تضامون في رؤيته)‏ بضم التاء وتخفيف الميم أي‏:‏ لا يلحقكم ضيم، أي‏:‏ ظلم بحيث يراه بعضكم دون بعض‏.‏ وروي بفتح التاء وتشديد الميم، من التضام، أي‏:‏ لا ينضم بعضكم إلى بعض لأجل رؤيته‏.‏ والمعنى على هذه الرواية‏:‏ لا تجتمعون في مكان واحد لرؤيته فيحصل بينكم الزحام‏.‏ والمعنى على الروايتين‏:‏ أنكم ترونه رؤية محققة كل منكم يراه وهو في مكانه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏فإن استطعتم أن لا تغلبوا‏)‏ أي‏:‏ لا تصيروا مغلوبين، ‏(‏على صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر ‏(‏وصلاة قبل غروبها)‏ وهي صلاة العصر ‏(‏فافعلوا‏)‏.

والشاهد من الحديث‏:‏ أن فيه إثبات رؤية المؤمنين لربهم عيانًا يوم القيامة‏.‏

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الواسطية(ص59-60): وقد سبق شرح هذه الصفة عند ذكر الآيات الدالة عليها وهي أربع آيات، والأحاديث في هذا متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم فثبوتها قطعي ودلالتها قطعية.

ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن من أنكر رؤية الله تعالى فهو كافر مرتد وأن الواجب على كل مؤمن أن يؤمن بذلك، قال: وإنما كفرناه لأن الأدلة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة ولا يمكن لأحد أن يقول أن قول الرسول عليه الصلاة والسلام :"إنكم سترون ربكم" إنه ليس قطعي الدلالة .