قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: فمن
مر على الصراط دخل الجنة.
فإذا
عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة
والنار فيقتص لبعضهم من بعض.
فإذا
هذبوا ونقوا أذن لهم دخول الجنة.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح الواسطية(112/113): ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ مما يكون يوم
القيامة الوقوف على القنطرة، فقال:
(فمن
مر على الصراط)
أي:
تجاوزه
وسلم من السقوط في جهنم، (دخل
الجنة)
لأن
من نجا من النار دخل الجنة، قال تعالى:
{فَمَن
زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ
الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}
وقال
تعالى:
{فَرِيقٌ
فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي
السَّعِيرِ}.
لكن
قبل دخول الجنة لابد من إجراء القصاص بين
المؤمنين حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل
حالة.
قد
خلصوا من المظالم، وهذا ما أشار إليه
الشيخ بقوله:
(إذا
عبروا)
أي:
تتجاوزوا
الصراط ونجوا من السقوط في النار (وقفوا
على قنطرة)
هي:
الجسر
وما ارتفع من البنيان.
وهذه
القنطرة، قيل:
هي
طرف الصراط مما يلي الجنة، وقيل:
هي
صراط آخر خاص بالمؤمنين.
(فيقتص
لبعضهم من بعض)
أي:
يجري
بينهم القصاص في المظالم، فيؤخذ للمظلوم
حقه ممن ظلمه (فإذا
هذبوا ونقوا)
أي:
خلصوا
من التبعات والحقوق (أذن
لهم في دخول الجنة)
وقد
ذهب ما في قلوب بعضهم على بعض من الغل كما
قال تعالى:
{وَنَزَعْنَا
مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا
عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}.