قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية وعند شرحه على قول المؤلف: الصراط
منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين
الجنة والنار.
يمر
الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من
يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم
من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد
ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو
عدوا ومنهم من يمشي مشيًا ومنهم من يزحف
زحفًا ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم.
فإن
الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم: ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا أن مما
يحصل يوم القيامة المرور على الصراط.
والصراط
في اللغة:
هو
الطريق الواضح.
وأما
في الشرع:
فهو
ما بينه الشيخ بقوله:
(وهو
الجسر الذي بين الجنة والنار)
وبين
مكانه بقوله:
(على
متن جهنم)
أي:
على
ظهر النار.
ثم
بين صفة مرور الناس عليه بقوله:
(يمر
الناس عليه على قدر أعمالهم)
ووقت
المرور عليه بعد مفارقة الناس للموقف
والحشر والحساب فإن الصراط ينجو عليه
المؤمنون من النار إلى الجنة ويسقط منه
أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث.
ثم
فصل الشيخ ـ رحمه الله ـ أحوال الناس في
المرور على الصراط فقال:
(فمنهم
من يمر كلمح البصر)
إلخ.
أي:
أنهم
يكونون في سرعة المرور وبطئه على حسب
إيمانهم وأعمالهم الصالحة التي قدموها
في الدنيا، فبحسب استقامة الإنسان على
دين الإسلام وثباته عليه يكون ثباته
ومروره على الصراط، فمن ثبت على الصراط
المعنوي وهو الإسلام ثبت على الصراط الحسي
المنصوب على متن جهنم.
ومن
زل عن الصراط المعنوي زل عن الصراط الحسي.
وقوله:
(يعدو
عدوًا)
أي:
يركض
ركضًا.
وقوله:
(يزحف
زحفًا)
أي:
يمشي
على مقعدته بدل رجليه.
وقوله:
(عليه
كلاليب)
جمع
كلوب بفتح الكاف اللام المشددة المضمومة
وهي حديدة معطوفة الرأس.
وقوله:
تخطف
بفتح الطاء ويجوز كسرها من الخطف وهو أخذ
الشيء بسرعة.
وقوله:
(بأعمالهم)
أي:
بسبب
أعمالهم السيئة فيكون اختطاف الكلاليب
فهم على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات
والشهوات لهم عن الصراط المستقيم.