قال
الشيخ العثيمين رحمه الله في تعليقاته
على الكافي لابن قدامة(1/152): حديث (الطواف
بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام) ليس من كلام
النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا الكلام
منتقض بعدة مسائل وكلام النبي صلى الله
عليه وسلم لا ينتقض فالطواف يخالف الصلاة
ليس في الكلام فقط بل يخالفها في أشياء
كثيرة منها أنه يباح فيه الأكل والشرب
ومنها أنه لا يشترط فيه استقبال القبلة
ومنها أنه لا يشترط فيها الموالاة على
رأي كثير من العلماء ومنها أنه ليس فيه
تكبير في أوله ولا سلام في آخره ولا تشهد
فهو يخالف الصلاة في مسائل كثيرة وهذه
المخالفات تقتضي أن لا يكون هذا الكلام
من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإذا
فرض أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه يحمل على أن الطواف له حكم الصلاة
في الثواب والأجر لأنه عمل يختص بالمسجد
كصلاة الجماعة.
ولزيادة الفائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى(21/274): {الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير} قد رواه النسائي وهو يروى موقوفا ومرفوعا وأهل المعرفة بالحديث لا يصححونه إلا موقوفا ويجعلونه من كلام ابن عباس لا يثبتون رفعه.
وقال العظيم آبادي في عون المعبود(1/66): حديث ابن عَبَّاسٍ الطَّوَاف
بِالْبَيْتِ صَلَاة قِيلَ
هَذَا قَدْ اُخْتُلِفَ فِي رَفْعه وَوَقْفه
فَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ
وَغَيْرهمَا الصَّوَاب أَنَّهُ مَوْقُوف.
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير(1/360) بعدما
ذكر طرق الحديث: وإِذَا
تَأَمَّلْتَ هَذِهِ الطُّرُقَ عَرَفْتَ
أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَى طَاوُسٍ عَلَى
خَمْسَةِ أَوْجُهٍ فَأَوْضَحُ الطُّرُقِ
وَأَسْلَمُهَا رِوَايَةُ الْقَاسِمِ
بْنِ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهَا
سَالِمَةٌ مِنْ الِاضْطِرَابِ إلَّا
أَنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِيهَا إدْرَاجًا
وَاَللَّهُ أَعْلَمْ