قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية(92-93) وعند شرحه على قول المؤلف: (ولكن
يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن ظاهر
قوله:
{فِي
السَّمَاء}
أن
السماء تقله أو تظله): تقله:
أي
تحمله.
وتظله:
أي
تستره، والظلة:
الشيء
الذي يظلك من فوقك.
وليس
هذان المعنيان مرادين في كونه سبحانه في
السماء.
ومن
ظن ذلك فقد أخطأ غاية الخطأ وذلك لأمرين:
الأمر
الأول:
أن
هذا خلاف ما أجمع عليه أهل العلم والإيمان
فقد أجمعوا على أنه سبحانه فوق عرشه بائن
من خلقه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا
في مخلوقاته شيء من ذاته.
وقد
تقدم الكلام في تفسير قوله تعالى:
{أَأَمِنتُم
مَّن فِي السَّمَاء}
وأنه
إن أريد بالسماء السماء المبنية (ففي)
بمعنى
(على)
أي:
على
السماء كقوله:
{لأصَلِّبَنَّكُمْ
فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}
أي:
على
جذوع النخل.
وإن
أريد بالسماء العلو كان المعنى (في
السماء)
أي:
في
العلو والله أعلم.
الأمر
الثاني:
أن
هذا الظن مخالف ومصادم لأدلة القرآن
الدالة على عظمة الله وغناه عن خلقه وحاجة خلقه إليه، كما في قوله تعالى:
{وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}
والكرسي
مخلوق عظيم بين يدي العرش وهو أعظم من
السموات والأرض والعرش أعظم منه، فإذا
كانت السموات والأرض أصغر من الكرسي
والكرسي أصغر من العرش.
والله
أعظم من كل شيء فكيف تحويه السماء أو تقله
أو تظله؟.
وكذلك
قوله تعالى:
{إِنَّ
اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
أَن تَزُولا}
{وَيُمْسِكُ
السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ
إِلاَّ بِإِذْنِهِ}
{وَمِنْ
آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ
بِأَمْرِهِ}
فهذه
الآيات تدل على أن السموات والأرض بحاجة
إليه فهو الذي يمسكها أن تزول أو تقع ويكون
قيامها بأمره وحده.
فلا
يعقل مع هذا أن يكون سبحانه بحاجة إليها
لتقله أو تظله، تعالى الله عن هذا الظن
الباطل علوًا كبيرًا.