الاثنين، 14 أبريل 2014

يجب أن يصان كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الكاذبة مثل أن يُظن أن ظاهر قول الله‏ {‏فِي السَّمَاء‏} أن السماء تقله أو تظله!

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية(92-93) وعند شرحه على قول المؤلف: ‏(‏ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن ظاهر قوله‏:‏ ‏{‏فِي السَّمَاء‏}‏ أن السماء تقله أو تظله‏)‏:  تقله‏:‏ أي تحمله‏.‏ وتظله‏:‏ أي تستره، والظلة‏:‏ الشيء الذي يظلك من فوقك‏.‏ وليس هذان المعنيان مرادين في كونه سبحانه في السماء‏.‏ ومن ظن ذلك فقد أخطأ غاية الخطأ وذلك لأمرين‏:‏


الأمر الأول‏:‏ أن هذا خلاف ما أجمع عليه أهل العلم والإيمان فقد أجمعوا على أنه سبحانه فوق عرشه بائن من خلقه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته‏.‏ وقد تقدم الكلام في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء‏}‏ وأنه إن أريد بالسماء السماء المبنية ‏(‏ففي‏)‏ بمعنى ‏(‏على‏)‏ أي‏:‏ على السماء كقوله‏:‏ ‏{‏لأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‏}‏ أي‏:‏ على جذوع النخل‏.‏ وإن أريد بالسماء العلو كان المعنى ‏(‏في السماء‏)‏ أي‏:‏ في العلو والله أعلم‏.‏


الأمر الثاني‏:‏ أن هذا الظن مخالف ومصادم لأدلة القرآن الدالة على عظمة الله وغناه عن خلقه وحاجة خلقه إليه، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ‏}‏ والكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش وهو أعظم من السموات والأرض والعرش أعظم منه، فإذا كانت السموات والأرض أصغر من الكرسي والكرسي أصغر من العرش‏.‏ والله أعظم من كل شيء فكيف تحويه السماء أو تقله أو تظله‏؟‏‏.‏


وكذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا‏}‏ ‏{‏وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ‏}‏ فهذه الآيات تدل على أن السموات والأرض بحاجة إليه فهو الذي يمسكها أن تزول أو تقع ويكون قيامها بأمره وحده‏.‏ فلا يعقل مع هذا أن يكون سبحانه بحاجة إليها لتقله أو تظله، تعالى الله عن هذا الظن الباطل علوًا كبيرًا‏.‏