من فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
السؤال: هل صحت الكتب التالية : < الرد على الزنادقة > للإمام أحمد ، وكتاب < العلو > للذهبي ، وكتاب < الروح > لابن القيم ؟
الإجابة:
أما < الرد على الزنادقة > فأخبرت أن ابن القيم رحمه الله تعالى يثبته .
وأما كتاب < العلو > للذهبي فلا أعلم أحداً طعن فيه وفي نسبته ، وفي اسلوبه اسلوب الإمام الذهبي رحمه الله تعالى ، اسلوب سهل لا تعقيد فيه ولا أشياء غامضة ، بل يستفيد منه كل قارئ يستطيع أن يقرأ ، ثم أن الذهبي رحمه الله تعالى في كثير من المواضع يذكر الأحاديث والآثار بإسناده هو إلى قائلها أو إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فلعلَ الأخ السائل يعني كتاب < الكبائر > للذهبي ، فكتاب < الكبائر > للذهبي ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير قوله الله عز وجل : " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ " قال : ولشيخنا الحافظ الذهبي كتابٌ في هذا ، ومنهم من يقول : هذا المتداول بين أيدي الناس ليس له ، والذي صح عن الذهبي هو كتابٌ صغير مختصر ، ومنهم من يثبت هذا وأن المختصر مختصر منه ، والعلماء أنفسهم قل أن تجد عالماً إلا وهو يستدل بأحاديث ضعيفة من الأمثلة على هذا : الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى له كتاب < الموضوعات > ، وكتاب < العلل المتناهية > ولكنك إذا قرأت في سائر كتبه تراه يستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة كما تجد هذا في كتابه < صيد الخاطر > وفي غير < صيد الخاطر > .
فالعلماء ربما يتساهلون في بعض الأوقات ، والحافظ الخطيب أيضاً كذلك ، لكن الحافظ الخطيب رحمه الله تعالى قد ذكر الأحاديث بأسانيدها فهو يرى أنه قد خرج من العهدة ، وقل أن تجد عالماً إلا وقد استدل بأحاديث ضعيفة ، من الأمثلة على هذا حديث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحة ، استدل به الحافظ ابن حجر في الخشوع أنه يكون في القلب ، ويكون في الجوارح ، واستدل به شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب < الإيمان > كذلك أيضاً وهذا حديث لا يثبت لا عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولا عن سعيد بن المسيب من قوله .
فالقصد أنه مامن من أحد إلا حصل له - اللهم إﻻ إذا كان مثل البخاري ومثل الإمام أحمد رحمهم الله تعالى - .
وكتاب < الروح > لابن القيم هو يقول : قال شيخنا ابن تيمية فيه ، وله أخطاء لا ينبغي أن يتبع عليها ، وبعضهم يقول : لعله ألفه قبل أن تثبت عقيدته ، والكتاب مفيد ننصح بالقراءة فيه ، لكن الأشياء التي أخطأ فيها لا ينبغي أن يتبع والله المستعان .
▪ من شريط : ( الجواب النافع عن أسئلة أهل يافع ) .
لسماع الفتوى صوتياً :
منقول