وأنّ كُلاً مُقعدٌ مســــــؤول**** ما الربُّ ما الدينُ ومالرسول
وعند ذا يُثبِّتُ المهيمــــنُ****بثابث القولِ الَّذيـــن ءَامنــوا
ويوقنُ المرتابُ عنـــذ ذلك**** بِأنَّهُ مورِدهُ المهـــــــــــالك
إعلموا رحمكم الله أنّ الموت حق وأنَّ كل من عليها فان وأنّ كل عبدٍ بعد موته ووضعه في قبره وحيداً فريداً قد تولى عنه الأحباب
والأصحاب سيُسئل عن ثلاث: عن ربّه، ودينه، ورسوله فعن أنس بن مالك - رضيَ الله عنه- عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال ((إنّ العبد إذا وضع في قبره، وتولّى عنه أصحابه،إنّه ليسمع قرع نِعالهم)) قال: (( يأتيه ملكان فيُقعدانه فيقولان له : ماكنت تقول في هذا الرجل فأ مّا المؤمن فيقول : أشهد أنّه عبد الله ورسوله فيقال له : أنظر إلى مقعد ك من النّار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنّة
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( فيراهما جميعاً، وأمّا الكافر أو المنافق فيقول : لاأدري، كنت أقول ما يقول النّاس فيقال : لادريت ولاتليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضلابة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلاّ الثقلين)) 1
وباللقا والبعث والـنّشور **** وبقيامنا من القبـــــــــــــور
غُرلاً حُفاةً كجرادٍ منتشر****يقول ّو الكفران:ذا يوم عسر
أما لقاء الله فهو داخل في الإيمان باليوم الأخر قال تعالى :{{ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنّها لكبيرةٌ إلاّ على الخاشعين. الّذين يظُنون أنّهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون }} البقرة 45-46وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله كره الله لقاءه)) فقلت: يانبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا يكره الموت. فقال:( ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه،وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه )) 2
أمّا البعث والنّشور فقد أخبر عنه الله سبحانه وتعالى في مواطن كثيرة من كتابه الكريم
قال تعالى {{ مِنهَا خَلقناكم وفِيها نعيدكم ومِنها نُخرجكم تارة أخرى }} طه-55 وفي ذلك اليوم العصيب ُيحشرالنّاس غُرلاً- غيرمختونين، حفاة- غير منتعلين كأنّهم جراد منتشر، وشبهوا بالجراد المنتشر لكثرته، ولكونه ليس له وجهة يقصدها بل يختلف ويموج بعضه في بعض قال تعالى: {{ فتول عنهم يوم يدعٌ الداعِ إلى شئٍٍ نكر.خُشّعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جرادٌ منتشر }} القمر_6،7 وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( تحشرون حفاة عراة غُرلاً قالت عائشة: فقلت: يارسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال (( الأمر أشد من أن يهمهم ذاك ))3 فنسأل الله العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة وأن يجعلنا ممن يبشروا برحمة الله ورضوانه وجنته .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1) متفق عليه وهذا لفظ البخاري.
2) متفق عليه.
3) متفق عليه.
منقول