قوله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(لا
تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول:
هل
من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها رجله ـ
وفي رواية:
عليها
قدمه ـ فينزوي بعضها إلى بعض فتقول:
قط
قط)
متفق
عليه.
قوله:
(لا
تزال جهنم)
جهنم:
اسم
من أسماء النار، قيل:
سميت
بذلك لبعد قعرها، وقيل:
لظلمتها،
من الجهومة وهي الظلمة.
(يلقى
فيها)
أي:
يطرح
فيها أهلها.
(وهي
تقول:
هل
من مزيد)
أي:
تطلب
الزيادة لسعتها وقد وعدها الله أن يملأها
(حتى
يضع رب العزة فيها رجله)
لما
كانت النار في غاية الكبر والسعة وقد
وعدها الله ملأها، وكان مقتضى رحمته
سبحانه أن لا يعذب أحدًا بغير جرم حقق
وعده ووضع عليها رجله.
(فينزوي
بعضها إلى بعض)
أي:
ينضم
بعضها إلى بعض ويتلاقى طرفاها ولا يبقى
فيها فضل عن أهلها (فتقول:
قط
قط)
أي:
حسبي
ويكفيني.
والشاهد
من الحديث:
أن
فيه إثبات الرجل والقدم لله تعالى على
الوجه اللائق به سبحانه، وهو من صفات
الذات كالوجه واليد.
والله
تعالى أعلم.
وقد
غلط في تفسير هذا الحديث المعطلة حيث
قالوا:
(قدمه):
نوع
من الخلق.
وقالوا:
(رجله):
جماعة
من الناس كما يقال:
رجل
جراد.
والرد
على هذا أن يقال إن النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ قال:
حتى
(يضع)
ولم
يقل:
حتى
يلقي، كما قال في أول الحديث:
(يلقي
فيها).
وأيضًا
القدم لا يصح تفسيره بالقوم لا حقيقة ولا
مجازًا.
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله/ شرح العقيدة الواسطية(72-73)