الثلاثاء، 8 أبريل 2014

إثبات الرجل أو القدم لله سبحانه

قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول‏:‏ هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها رجله ـ وفي رواية‏:‏ عليها قدمه ـ فينزوي بعضها إلى بعض فتقول‏:‏ قط قط‏)‏ متفق عليه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لا تزال جهنم‏)‏ جهنم‏:‏ اسم من أسماء النار، قيل‏:‏ سميت بذلك لبعد قعرها، وقيل‏:‏ لظلمتها، من الجهومة وهي الظلمة‏.‏ ‏(‏يلقى فيها‏)‏ أي‏:‏ يطرح فيها أهلها‏.‏ ‏(‏وهي تقول‏:‏ هل من مزيد‏)‏ أي‏:‏ تطلب الزيادة لسعتها وقد وعدها الله أن يملأها ‏(‏حتى يضع رب العزة فيها رجله‏)‏ لما كانت النار في غاية الكبر والسعة وقد وعدها الله ملأها، وكان مقتضى رحمته سبحانه أن لا يعذب أحدًا بغير جرم حقق وعده ووضع عليها رجله‏.‏ ‏(‏فينزوي بعضها إلى بعض‏)‏ أي‏:‏ ينضم بعضها إلى بعض ويتلاقى طرفاها ولا يبقى فيها فضل عن أهلها ‏(‏فتقول‏:‏ قط قط‏)‏ أي‏:‏ حسبي ويكفيني‏.‏

والشاهد من الحديث‏:‏ أن فيه إثبات الرجل والقدم لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه، وهو من صفات الذات كالوجه واليد‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏


وقد غلط في تفسير هذا الحديث المعطلة حيث قالوا‏:‏ ‏(‏قدمه‏)‏‏:‏ نوع من الخلق‏.‏ وقالوا‏:‏ ‏(‏رجله‏)‏‏:‏ جماعة من الناس كما يقال‏:‏ رجل جراد‏.‏ والرد على هذا أن يقال إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ حتى ‏(‏يضع‏)‏ ولم يقل‏:‏ حتى يلقي، كما قال في أول الحديث‏:‏ ‏(‏يلقي فيها‏)‏‏.‏ وأيضًا القدم لا يصح تفسيره بالقوم لا حقيقة ولا مجازًا‏.‏ 
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله/ شرح العقيدة الواسطية(72-73)