قال
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح
العقيدة الواسطية(ص7):(الفرقة) أي: الطائفة
والجماعة.
(الناجية) أي: التي
سلمت من الهلاك والشرور في الدنيا والآخرة
وحصلت على السعادة. وهذا
الوصف مأخوذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم
ـ :
(لا
تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا
يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله) رواه
البخاري ومسلم.
(المنصورة) أي: المؤيدة
على من خالفها (إلى
قيام الساعة) أي: مجيء
ساعة موتهم بمجيء الريح التي تقبض روح كل
مؤمن، فهذه هي الساعة في حق المؤمنين. وأما
الساعة التي يكون بها انتهاء الدنيا فهي
لا تقوم إلا على شرار الناس لما في صحيح
مسلم.
(لا
تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله
الله) وروى
الإمام الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو
ـ رضي الله عنهما ـ وفيه:
(ويبعث
الله ريحًا ريحها ريح المسك ومسها مس
الحرير فلا تترك أحدًا في قلبه مثقال ذرة
من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس
فعليهم تقوم الساعة).
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله (ص52/53): معنى
أهل السنة والجماعة، أي:
أهل
السنة والاجتماع، سموا أهل السنة، لأنهم
متمسكون بها، لأنهم مجتمعون عليها.
ولهذا
لم تفترق هذه الفرقة كما افترق أهل البدع،
نجد أهل البدع، كالجهمية متفرقين،
والمعتزلة متفرقين، والروافض متفرقين،
وغيرهم من أهل التعطيل متفرقين، لكن هذه
الفرقة مجتمعة على الحق، وإن كان قد يحصل
بينهم خلاف، لكنه خلاف لا يضر، وهو خلاف
لا يضلل أحدهم الآخر به، أي:
أن
صدورهم تتسع له، وإلاّ، فقد اختلفوا في
أشياء مما يتعلق بالعقيدة، مثل:
هل
رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعينه
أم لم يره؟ ومثله:
هل
عذاب القبر على البدن والروح أو الروح
فقط؟ ومثل بعض الأمور يختلفون فيها، لكنها
مسائل تعد فرعية بالنسبة للأصول، وليست
من الأصول.
ثم
هم مع ذلك إذا اختلفوا، لا يضلل بعضهم
بعضاً، بخلاف أهل البدع. إذاً
فهم مجتمعون على السنة، فهم أهل السنة
والجماعة.