حديث
:
(( ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته ، و إذا أمرها أطاعته ، و إذا غاب عنها حفظته ))
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (3/ 318)
(( ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته ، و إذا أمرها أطاعته ، و إذا غاب عنها حفظته ))
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (3/ 318)
قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! و أقره ابن كثير ( 2/351 ) .و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/36 ) :
" سنده صحيح " . كذا قالوا ، و فيه نظر عندي ، أما كونه " على شرط الشيخين " فهو من الأوهام
الظاهرة ، لأن غيلان - و هو ابن جامع - ليس من رجال البخاري ، و إنما روى له
مسلم وحده . و أما كونه صحيحا ، فهو ما يبدو لأول وهلة ، و لكني قد وجدت له علة ، و هي
الانقطاع ، فأخرجه الحاكم ( 2/333 ) من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري : حدثنا
يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي : حدثنا أبي : حدثنا غيلان بن جامع عن عثمان
ابن القطان الخزاعي عن جعفر بن إياس به . و قال :
" صحيح الإسناد " . و تعقبه الذهبي فقال :
" قلت : عثمان لا أعرفه ، و الخبر عجيب " . و أقول : و رجال إسناده ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير إبراهيم بن إسحاق
الزهري و هو ثقة كما قال الدارقطني ، و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6/25 -
26 ) و قال :
" و كان ثقة خيرا فاضلا دينا صالحا ، مات سنة ( 277 ) و قد بلغ ثلاثا و تسعين
سنة " . قلت : فقد زاد في الإسناد بين غيلان و جعفر ( عثمان ) هذا فهي زيادة مقبولة ،
و لا سيما و قد توبع عليها كما يأتي ، فوجب أن نعرف حاله ، و قد رأيت قول
الذهبي فيه آنفا :
" لا أعرفه " . و لم يورده هو في " الميزان " و لا الحافظ في " اللسان " . فمن المحتمل أن يكون
هو عثمان بن عمير أبو اليقظان الكوفي الأعمى المترجم في " التهذيب " ، فقد أورد
الحافظ ابن كثير ( 2/351 ) هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم قال : حدثنا أبي : حدثنا حميد بن مالك : حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي : حدثنا أبي : حدثنا غيلان
ابن جامع المحاربي عن عثمان بن أبي اليقظان عن جعفر به ، و هكذا رواه ابن
الأعرابي في " معجمه " ( ق 182/2 - 183/1 ) نا الترقفي : نا يحيى بن يعلى به . و لا نعلم في الرواة " عثمان بن أبي اليقظان " فلعل لفظة ( بن ) زيادة من بعض
النساخ سهوا ، و الأصل : ( عثمان أبي اليقظان ) ، و يؤيده أن المناوي ذكر في "الفيض " أن الذهبي قال في " المهذب " :
" فيه عثمان أبو اليقظان ، ضعفوه " . قلت : و " المهذب " هذا للذهبي ، و هو كالمختصر لـ " السنن الكبرى " للبيهقي ،
و لكنه يتكلم على أحاديثه تصحيحا و تضعيفا بأوجز عبارة ، كما رأيت آنفا ، فهو
مثل " تلخيصه " على " المستدرك " . و هذا الحديث قد أخرجه البيهقي في " سننه "
( 4/83 ) من طريق الصفار : حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي : حدثنا يحيى بن
يعلى بن الحارث فذكره فقال : " عثمان أبي اليقظان " . ثم ساقه من روايته عن شيخه الحاكم بإسناده من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري
المتقدم .. و قال البيهقي :
" فذكره بمثل إسناده ، و قصر به بعض الرواة عن يحيى فلم يذكر في إسناده عثمان
أبا اليقظان " . قلت : و في قول البيهقي هذا فائدتان هامتان : الأولى : أن قول الحاكم في هذا الإسناد المتقدم : " عثمان بن القطان الخزاعي " هو من أخطائه الكثيرة التي وقعت في " مستدركه " ، فحق للذهبي و غيره أن لا
يعرفه ، لأنه وهم لا حقيقة له . و الأخرى : خطأ روايته الأولى التي ليس فيها ذكر لعثمان هذا ، و أنه سقط من بعض
الرواة ، و عليه فتصحيح من صححه خطأ أيضا ، كما هو ظاهر ، فالحمد لله الذي وافق
حكمي حكم الإمام البيهقي من حيث السقط ، و أيد بكلامه الصريح الاحتمال المتقدم
مني أن هذا الساقط هو عثمان بن عمير أبو اليقظان . و يؤيده قول الضياء عقب الحديث :
" رواه أحمد بن إبراهيم الدورقي و سليمان بن الشاذكوني عن يحيى بن يعلى بن
الحارث عن أبيه عن غيلان بن جامع عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن جعفر بن إياس
" . قلت : فزاد في الإسناد ( ابن عمير أبي اليقظان ) ، فهذا يحملنا على الجزم بأن
من قال فيه " عثمان بن القطان " ، أو عثمان بن أبي اليقظان " فقد أخطأ .و الخلاصة : أن علة الحديث عثمان بن عمير أبو اليقظان ، و هو متفق على تضعيفه
كما يشعر بذلك قول الذهبي المتقدم في " المهذب " :
" ضعفوه " . و كذلك قال في " الكاشف " و " الميزان " و " الضعفاء " ، و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف ، و اختلط ، و كان يدلس ، و يغلو في التشيع " . قلت : هذا الحديث جاء في بعض نسخ " الجامع الصغير " مرموزا له بالصحة ، و اغتر
بذلك اللجنة القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فقالوا ( 2/1600 ) : الحديث في الصغير برقم 1774 و رمز لصحته " ! و قد أنبأناك مرارا أن رموز " الجامع " لا يعتد بها ، و هذا من الأمثلة العديدة
على ذلك . و من عجيب أمر هذه اللجنة أنها تركن إلى الرمز ، و لا تعتمد على
تضعيف الحافظ الذهبي الذي نقله المناوي في شرحه و هو من مراجعهم ، و الرقم الذي
ذكروه هو رقم الحديث في شرحه . فهل يعني إعراضهم عن تضعيف المناوي له تبعا
للذهبي أن تصحيحهم للأحاديث ذوقي ، و ليس على المنهج العلمي الحديثي ؟ ! ثم إنه قد وقع عندهم مرموزا للحديث بـ ( ش د ع ك ن ) ، و ( ن ) في اصطلاح
السيوطي إنما يعني النسائي ، و ليس عنده مطلقا ، و إنما هو محرف من ( ق ) أي
البيهقي ، و لو كان عند النسائي لقدم في الذكر على ( ع ك ) كما هي عادته تبعا
لعرف المحدثين لتقدمه عليهما طبقة و علما .
( تنبيه ) : هذا الحديث مما صححه الشيخ نسيب الرفاعي و الشيخ الصابوني في "مختصر تفسير ابن كثير " بإيرادهما إياه فيه ، و زاد الأول على الآخر بأنه صرح
بصحته في فهرسه الذي وضعه في آخر المجلد الثاني ( ص 227 ) و لئن كان من الممكن
الاعتذار عنهما بأنهما اغترا بسكوت ابن كثير على تصحيح الحاكم المتقدم ، فما
عذرهما في غيره من الأحاديث التي صححاها دون الناس جميعا أو على الأقل دون ابن
كثير و أسانيدها بينة الضعف ؟ ! و قد تقدم بعضها ، و الحديث التالي مثال آخر
بالنسبة للرفاعي ، ثم رأيت الغماري قد سلك سبيل هؤلاء فأورده في " كنزه " ،
والله المستعان .
وقد أقر الشيخ مقبل كلام الشيخ الالباني رحمهما الله في تحقيقه للمستدرك كتاب ( احاديث معلة ) قال العلامة مقبل معلق على الحديث
ظاهره على شرط مسلم [لكن] شعبة يقول : لم يسمع جعفر بن إياس من مجاهد وفيه انقطاع بين غيلان وجعفر بن إياس والساقط ضعيف.
منقول