قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(111-112): نسمع
كثيراً من الكتب التي نقرأها يقولون:
تشبيه،
يعبرون بالتشبيه وهم يقصدون التمثيل،
فأيما أولى:
أنعبر
بالتشبيه، أو نعبر بالتمثيل؟
نقول:
بالتمثيل
أولى.
أولاً:
لأن
القرآن عبر به:
{لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
[الشورى:
11] ،
{فَلا
تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً}
[البقرة:
22] .. وما
أشبه ذلك، وكل ما عبر به القرآن، فهو أولى
من غيره، لأننا لا نجد أفصح من القرآن ولا
أدل على المعنى المراد من القرآن، والله
أعلم بما يريده من كلامه، فتكون موافقة
القرآن هي الصواب، فنعبر بنفي التمثيل.
وهكذا
في كل مكان، فإن موافقة النص في اللفظ
أولى من ذكر لفظ مرادف أو مقارب.
ثانياً:
أن
التشبيه عند بعض الناس يعني إثبات الصفات
ولهذا يسمون أهل السنة:
مشبهة،
فإن قلنا:
من
غير تشبيه.
وهذا
الرجل لا يفهم من التشبيه إلا إثبات
الصفات، صار كأننا نقول له:
من
غير إثبات صفات!
فصار
معنى التشبيه يوهم معنى فاسداً فلهذا كان
العدول عنه أولى.
ثالثاً:
أن
نفي التشبيه على الإطلاق غير صحيح، لأن
ما من شيئين من الأعيان أو من الصفات إلا
وبينهما اشتراك من بعض الوجوه، والاشتراك
نوع تشابه، فلو نفيت التشبيه مطلقاً،
لكنت نفيت كل ما يشترك فيه الخالق والمخلوق
في شيء ما.
مثلاً:
الوجود،
يشترك في أصله الخالق والمخلوق، هذا نوع
اشتراك ونوع تشابه، لكن فرق بين الوجودين،
وجود الخالق واجب ووجود المخلوق ممكن.
وكذلك
السمع، فيه اشتراك، الإنسان له سمع،
والخالق له سمع، لكن بينهما فرق، لكن أصل
وجود السمع مشترك.
فإذا
قلنا:
من
غير تشبيه.
ونفينا
مطلق التشبيه، صار في هذا إشكال.
وبهذا
عرفنا أن التعبير بالتمثيل أولى من ثلاثة
أوجه.