قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(157-158) وعند شرحه على قول المؤلف:«سُورَةِ الْإِخْلَاصِ» الَّتِي تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ : الدليل
قول النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه:
"أيعجز
أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ ".
فشق
ذلك عليهم وقالوا:
أينا
يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال:
"الله
الواحد الصمد ثلث القرآن".
فهذه
السورة تعدل ثلث القرآن في الجزاء لا في
الإجزاء، وذلك كما ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم أن:
"من
قال:
لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات
فكأنما أعتق أربع أنفس من بني إسماعيل" , فهل
يجزئ ذلك عن إعتاق أربع رقاب ممن وجب عليه
ذلك وقال هذا
الذكر عشر مرات؟
فنقول:
لا
يجزئ.
أما
في الجزاء، فتعدل هذا، كما قال النبي عليه
الصلاة والسلام، فلا يلزم من المعادلة
في الجزاء المعادلة في الإجزاء.
ولهذا،
لو قرأ سورة الإخلاص في الصلاة ثلاث مرات،
لم تجزئه عن قراءة الفاتحة.
قال
العلماء:
ووجه
كونها تعدل ثلث القرآن:
أن
مباحث القرآن خبر عن الله وخبر عن المخلوقات،
وأحكام، فهذه ثلاثة:
1-
خبر
عن الله:
قالوا:
إن
سورة:
{قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
تتضمنه.
2-
خبر
عن المخلوقات، كالإخبار عن الأمم السابقة،
والإخبار عن الحوادث الحاضرة، وعن الحوادث
المستقبلة.
3-
والثالث:
أحكام،
مثل:
أقيموا،
آتوا، لا تشركوا..
وما
أشبه ذلك.
وهذا
هو أحسن ما قيل في كونها تعدل ثلث القرآن.