قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(150-151): الأحكام
التي للرسل السابقين اختلف فيها العلماء:
هل
هي أحكام لنا إذا لم يرد شرعنا بخلافها،
أو ليست أحكاماً لنا؟
والصحيح
أنها أحكام لنا، وأن ما ثبت عن الأنبياء
السابقين من الأحكام، فهو لنا، إلا إذا
ورد شرعنا بخلافه، فإذا ورد شرعنا بخلافه،
فهو على خلافه، فمثلاً:
السجود
عند التحية جائز في شريعة يوسف ويعقوب
وبنيه، لكن في شريعتنا محرم، كذلك الإبل
حرام على اليهود:
{وَعَلَى
الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي
ظُفُرٍ}
[الأنعام:
146] ولكن
هي في شريعتنا حلال.
ولكن يبقى النظر: كيف
نعرف أن هذا من شريعة الأنبياء السابقين؟
نقول:
لنا
في ذلك طريقان:
الطريق
الأول:
الكتاب،
والطريق الثاني:
السنة.
فما
حكاه الله في كتابه عن الأمم السابقين،
فهو ثابت وما حكاه النبي صلى الله عليه
وسلم فيما صح عنه، فهو أيضاً ثابت.
والباقي
لا نصدق ولا نكذب، إلا إذا ورد شرعنا
بتصديق ما نقل أهل الكتاب، فإننا نصدقه،
لا لنقلهم، ولكن لما جاء في شريعتنا.
وإذا
ورد شرعنا بتكذيب أهل الكتاب، فإننا
نكذبه، لأن شرعنا كذبه.
فالنصارى
يزعمون بأن المسيح ابن الله، فنقول:
هذا
كذب، واليهود يقولون:
عزير
ابن الله، فنقول:
هذا
كذب.