قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(115-117): أهل
السنة والجماعة يؤمنون بانتفاء المماثلة
عن الله، لأنها عيب ويثبتون له السمع
والبصر، لقوله تعالى:
{لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ}
[الشورى:
11] .
وإيمان
الإنسان بذلك يثمر للعبد أن يعظمه غاية
التعظيم، لأنه ليس مثله أحد من المخلوقات،
فتعظم هذا الرب العظيم الذي لا يماثله
أحد، وإلا، لم يكن هناك فائدة من إيمانك
بأنه {لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
.
إذا
آمنت بأنه سميع، فإنك سوف تحترز عن كل قول
يغضب الله، لأنك تعلم أنه يسمعك,
وتخشى
عقابه؛ فكل قول يكون فيه معصية الله عزوجل؛
فسوف تتحاشاه؛ لأنك تؤمن بأنه سميع، وإذا
لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشيء، فاعلم
أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا
شك.
إذا
آمنت بأن الله سميع، فلن تتكلم إلا بما
يرضيه ولا سيما إذا كنت تتكلم معبراً عن
شرعه، وهو المفتي والمعلم، فإن هذا أشد،
والله سبحانه يقول {فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ
كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ
عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ}
[الأنعام:
144] ،
فإن هذا من أظلم الظلم ولهذا قال {إِنَّ
اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
[الأحقاف:
10] وهذا
من عقوبه من يفتي بلا علم، أنه لا يُهدَى،
لأنه ظالم.
فحذار
يا أخي المسلم أن تقول قولاً لا يرضي الله،
سواء قلته على الله، أو على غير هذا الوجه.
وثمرة
الإيمان بأن الله بصير أن لا تفعل شيئاً
يغضب الله، لأنك تعلم أنك لو تنظر نظرة
محرمة لا يفهم الناس أنها نظرة محرمة،
فإن الله تعالى يرى هذه النظرة، ويعلم ما
في قلبك، {يَعْلَمُ
خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي
الصُّدُورُ}
[غافر:
19] .
إذا
آمنت بهذا، لا يمكن أن تفعل فعلاً لا يرضاه
أبداً.
استحي
من الله كما تستحيي من أقرب الناس إليك
وأشدهم تعظيماً منك.
إذاً،
إذا آمنا بأن الله بصير، فسوف نتحاشى كل
فعل يكون سبباً لغضب الله عز وجل، وإلا،
فإن إيماننا بذلك ناقص.
لو
أن أحداً أشر بأصبعه أو شفته أو بعينه أو
برأسه لأمر محرم، فالناس الذين حوله لا
يعلمون عنه، لكن الله تعالى يراه، فليحذر
هذا من يؤمن به، ولو أننا نؤمن بما تقتضيه
أسماء الله وصفاته، لوجدت الاستقامة
كاملة فينا فالله المستعان.