قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الواسطية(68-69): البعث
بمعنى الإخراج، يعني:
إخراج
الناس من قبورهم بعد موتهم. وهذا
من معتقد أهل السنة والجماعة.وهذا
ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين،
بل إجماع اليهود والنصارى، حيث يقرون بأن
هناك يوماً يبعث الناس فيه ويجازون:
-
أما
القرآن، فيقول الله عز وجل:
{زَعَمَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا
قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}
[التغابن:
7] وقال
عز وجل:
{ثُمَّ
إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
تُبْعَثُونَ}
[المؤمنون:
15-16] .
-
وأما
في السنة، فجاءت الأحاديث المتواترة عن
النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
-
وأجمع
المسلمون على هذا إجماعاً قطعياً، وأن
الناس سيبعثون يوم القيامة ويلاقون ربهم
ويجازون بأعمالهم، {فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً
يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
شَرّاً يَرَهُ}
[الزلزلة:
7-8] .
{يَا
أَيُّهَا الأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ
إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}
[الانشقاق:
6] ،
فتذكر هذا اللقاء حتى تعمل له، خوفاً من
أن تقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة
وليس عندك شيء من العمل الصالح، انظر ماذا
عملت ليوم النقلة؟ وماذا عملت ليوم اللقاء؟
فإن أكثر الناس اليوم ينظرون ماذا عملوا
للدنيا، مع العلم بأن هذه الدنيا التي
عملوا لها لا يدرون هل يدركونها أم لا؟
قد يخطط الإنسان لعمل دنيوي يفعله غداً
أو بعد غد، ولكنه لا يدرك غداً ولا بعد
غد، لكن الشيء المتيقن أن أكثر الناس في
غفلة من هذا، قال الله تعالى:
{بَلْ
قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا}
[المؤمنون:
63] وأعمال
الدنيا يقول:
{وَلَهُمْ
أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا
عَامِلُونَ}
[المؤمنون:
63] ،
فأتى بالجملة الاسمية المفيدة للثبوت
والاستمرار:
و
{هُمْ
لَهَا عَامِلُونَ}
،
وقال تعالى:
{لَقَدْ
كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا}
[ق:
22] : يعني:
يوم
القيامة وقال تعالى:
{فَكَشَفْنَا
عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ
حَدِيدٌ}
[ق:
22] .
هذا
البعث الذي اتفقت عليه الأديان السماوية
وكل متدين بدين هو أحد أركان الإيمان
الستة وهو من معتقدات أهل السنة والجماعة
ولا ينكره أحد ممن ينتسب إلى ملة أبداً.