قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(78-80): الصفات
الذاتية-أي صفات الله الذاتية- هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً
بها وهي نوعان:
معنوية
وخبرية:
فالمعنوية،
مثل:
الحياة،
والعلم، القدرة، والحكمة ...
وما
أشبه ذلك، وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر.
والخبرية،
مثل:
اليدين،
والوجه، والعينين ...
وما
أشبه ذلك مما سماه، نظيره أبعاض وأجزاء
لنا.
فالله
تعالى لم يزل له يدان ووجه وعينان لم يحدث
له شيء من ذلك بعد أن لم يكن، ولن ينفك عن
شيء منه، كما أن الله لم يزل حياً ولا يزال
حياً، لم يزل عالماً ولا يزال عالماً،
ولم يزل قادراً ولا يزال قادراً ...
وهكذا،
يعنى ليس حياته تتجدد، ولا قدرته تتجدد،
ولا سمعه يتجدد بل هو موصوف بهذا أزلاً
وأبداً، وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد
السمع، فأنا مثلاً عندما أسمع الأذان
الآن فهذا ليس معناه أنه حدث لي سمع جديد
عند سماع الأذان بل هو منذ خلقه الله في
لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في
الصفة.
واصطلح
العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات
الذاتية، قالوا:
لأنها
ملازمة للذات، لا تنفك عنها.
والصفات
الفعلية هي الصفات المتعلقة بمشيئته،
وهي نوعان:
صفات
لها سبب معلوم، مثل:
الرضى،
فالله عز وجل إذا وجد
سبب الرضى، رضي، كما قال تعالى:
{إِنْ
تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ
الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ
لَكُمْ}
[الزمر:
7] .
وصفات
ليس لها سبب معلوم، مثل:
النزول
إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الآخر.
ومن
الصفات ما هو صفة ذاتية وفعلية باعتبارين،
فالكلام صفة فعلية باعتبار آحاده لكن
باعتبار أصله صفة ذاتية، لأن الله لم يزل
ولا يزال متكلماً لكنه يتكلم بما شاء متى
شاء، كما سيأتي في بحث الكلام إن شاء الله
تعالى.
اصطلح
العلماء رحمهم الله أن يسموا هذه الصفات
الصفات الفعلية، لأنها من فعله سبحانه
وتعالى.
ولها
أدلة كثيرة من القرآن، مثل:
{وَجَاءَ
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}
[الفجر:
22] ،
{هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ
الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ}
[الأنعام:
158] ،
{رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
[المائدة:
119] ،
{وَلَكِنْ
كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ
فَثَبَّطَهُمْ}
[التوبة:
46] ،
{أَنْ
سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي
الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}
[المائدة:
80] .
وليس
في إثباتها لله تعالى نقص بوجه من الوجوه
بل هذا من كماله أن يكون فاعلاً لما يريد.
وأولئك
القوم المحرفون يقولون:
إثباتها
من النقص!
ولهذا
ينكرون جميع الصفات الفعلية، يقولون:
لا
يجيء ولا يرضى، ولا يسخط ولا يكره ولا
يحب..
ينكرون
كل هذه، بدعوى أن
هذه حادثة والحادث لا يقوم إلا بحادث وهذا
باطل، لأنه في مقابلة النص، وهو باطل
بنفسه، فإنه لا يلزم من حدوث الفعل حدوث
الفاعل.