قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(166-167): معنى
{الْقَيُّومُ}
،
أي:
أنه
القائم بنفسه، فقيامه بنفسه يستلزم
استغناءه عن كل شيء، لا يحتاج إلى أكل ولا
شرب ولا غيرها، وغيره لا يقوم بنفسه بل
هو محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده وإعداده
وإمداده.
ومن
معنى {الْقَيُّومُ}
كذلك
أنه قائم على غيره لقوله تعالى {أَفَمَنْ
هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا
كَسَبَتْ}
[الرعد:
33] ،
والمقابل محذوف تقديره:
كمن
ليس كذلك، والقائم على كل نفس بما كسبت
هو الله عز وجل ولهذا يقول العلماء القيوم
هو القائم على نفسه القائم على غيره، وإذا
كان قائماً على غيره، لزم أن يكون غيره
قائماً به، قال الله تعالى:
{وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ
وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ}
[الروم:
25] ،
فهو إذاً كامل الصفات وكامل الملك والأفعال.
وهذان
الاسمان -الحي القيوم- هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي
الله به أجاب ولهذا ينبغي للإنسان في
دعائه أن يتوسل به، فيقول:
يا
حي!
يا
قيوم!
وقد
ذكرا في الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع:
هذا
أحدها - في آية الكرسي-، والثاني في سورة آل عمران:
{اللَّهُ
لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
[آل
عمران:
2] ،
والثالث سورة طه:
{وَعَنَتِ
الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ
وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}
[طه:
111] .
هذان
الاسمان فيهما الكمال الذاتي والكمال
السلطاني، فالذاتي في قوله:
{الْحَيُّ}
والسلطاني
في قوله:
{الْقَيُّومِ}
،
لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء.