إذا
نظرتم أيها المسلمون إلى تشريعات الإسلام
وتنظيماته للحياة مع الناس والتعامل
بينهم وجدتم من حكم التنظيم ورعاية مصالح
الجميع ما يبهر العقول ويدل على كمال
الإسلام وتمامه وأن من جعجع بغير صوت
الإسلام وادّعى أنه حرية فإنه كاذب جاهل
ليس في ما يدعيه إلا الفوضى أو التحرر
المتطرف لطبقة معينة على حساب الآخرين
وكبت حرياتهم (أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ)
(المائدة:50) أيها
المسلمون إن من البلية العظمى والمصيبة
الكبرى والضلال والعمى أن يزهد قوم في
دينهم دين الإسلام الأقوم وينبذوه وراءهم
ظهريا ويستبدلوا به محاجة الأفكار وزبالة
الأذهان يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو
خير وإن أدهى من ذلك وأمرّ أن يعتقد أولئك
الضلال بسبب إعراضهم عن كتاب الله وسنة
رسوله وتدبر هدي السلف الصالح أن يعتقد
هولاء بسبب ذلك أن التمسك بدين الإسلام
تأخر ورجعية إنهم يصفون الإٍسلام بالتأخر
والرجعية وإنهم هم الكاذبون هم المتأخرون
الرجعيون إن هؤلاء يعتقدون أن اتباع أعداء
الاسلام من المشركين والملحدين والمنافقين اتباع هؤلاء في آرائهم وأفكارهم وسلوكهم
هو التقدم والحرية جعلوا ما عليه أولئك
الأعداء الضالون هو الكمال والتقدم وحقيقة
الأمر أن كل ما خالف الإسلام فهو النقص
والتأخر فتأمل حال أولئك المخالفين
للإسلام تجدهم في حيرة وقلق وفوضى فكرية
واجتماعية وتأمل حال من تمسكوا بدين الله
عز وجل تجدهم على يقين من أمرهم وطمأنينة
في تصرفهم حياة طيبة وانشراح في الصدور
وطهارة في الأخلاق وصدق الله العظيم إذا
يقول (وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ) (المائدة:
من
الآية50)
ويقول
سبحانه (مَنْ
عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ)
(النحل:97) .
المصدر: خطبة للعلامة العثيمين بعنوان(التمسك بدين الإسلام)