ما
ضابط كون الاسم من الأسماء الحسنى؟
الاسم
يكون من أسماء الله الحسنى إذا اجتمعت
فيه ثلاثة شروط، أو اجتمعت فيه ثلاثة
أمور:
-
الأول:
أن
يكون قد جاء في الكتاب والسنة، يعني نُصَّ
عليه في الكتاب والسنة، نُصَّ عليه بالاسم
لا بالفعل، ولا بالمصدر.
-
الثاني:
أن
يكون مما يُدْعَى الله -
عز
وجل -
به.
-
الثالث:
أن
يكون متضمِّنا لمدحٍ كاملٍ مطلقٍ غير
مخصوص.
وهذا
ينبني على فهم قاعدة أخرى من القواعد في
منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء
والصفات وهي:
أنَّ
باب الأسماء الحسنى أو باب الأسماء أضيق
من باب الصفات، وباب الصفات أضيق من باب
الأفعال، وباب الأفعال أضيق من باب
الإخبار.
واعكس
ذلك.
فتقول:
باب
الإخبار عن الله -
عز
وجل -
أوسع،
وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب
الصفات أوسع من باب الأسماء الحسنى.
وهذه
القاعدة نفهم منها أنَّ الإخبار عن الله
-
عز
وجل -
بأنه
(قَديمٌ
بلا ابتدَاء)
لا
بأس به لأنه مشتمل على معنى صحيح، فلما
قال (قَديمٌ
بلا ابتدَاء)
انتفى
المحذور فصار المعنى حقا، ولكن من جهة
الإخبار.
أما
من جهة الوصف، وصف الله بالقدم فهذا أضيق
لأنه لا بد فيه من دليل.
وكذلك
باب الأسماء وهو تسمية الله بالقديم هذا
أضيق فلا بد فيه من اجتماع الشروط الثلاثة
التي ذَكَرْتُ لك.
والشروط
الثلاثة غير منطبقة على اسم القديم، وعلى
نظائره كالصانع والمتكلم والمريد وأشباههم
لـ:
-
أولا:
لم
تَرِدْ في النصوص فليس في النصوص اسم
القديم، ولا اسم الصانع، ولا اسم المريد،
ولا اسم المتكلم، ولا المريد، ولا القديم،
أما الصانع فله بحث يأتي إن شاء الله.
-
ثانياً:
اسم
القديم لا يدعى الله -
عز
وجل -
به؛
يعني لا يُتوسل إلى الله به؛ لأنه في ذاته
لا يحمل معنىً متعلقا بالعبد فيسأل الله
-
عز
وجل -
به،
فلا يقول يا قديم أعطني، لأنه لا يتوسل
إلى الله بهذا الاسم، كما هي القاعدة في
الآية {وَلِلَّهِ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَا}
[الأعراف:180]
،
فثَمَّ فرق ما بين التّوسل بالأسماء
والتّوسل بالصفات.
-
ثالثاً:
من
الشروط:
الذي
ذكرناه هو أن تكون متضمنةً على مدحٍ كاملٍ
مطلق غير مختص.
وهذا
نعني به أنّ المدح، أنَّ أسماء الله -
عز
وجل -
هي
متضمنة لصفات.
وهذه
الأسماء لابد أن تكون متضمنةً للصفات
الممدوحة على الإطلاق.
غير
الممدوحة في حال والتي قد تذم في حال، أو
ممدوحة في حال وغير ممدوحة في حال أو مسكوت
عنها في حال.
وذلك
يرجع إلى أنَّ أسماء الله -
عز
وجل -
حسنى؛
يعني أنها بالغة في الحسن نهايتَه.
ومعلوم
أن حُسن الأسماء راجع إلى ما اشتملت عليه
من المعنى؛ ما اشتملت عليه من الصفة.
والصفة
التي في الأسماء الحسنى والمعنى الذي
فيها لا بد أنْ يكون دالا على الكمال مطلقا
بلا تقييد وبلا تخصيص.
فمثل
اسم القديم، هذا لا يدلّ على مدحٍ كامل
مطلق،
لهذا
نقول إنّ هذا الأسماء التي تُطلق على أنها
من الأسماء الحسنى يجب أن تكون مثل ما
قلنا صفات مدح وكمال ومطلقة غير مختصة،
وأمّا ما كان مقيَّدا أو ما كان مختصا
المدح فيه بحال دون حال، فإنه لا يجوز أن
يطلق في أسماء الله.
الشيخ صالح آل الشيخ/شرح الطحاوية(ص33)