قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» .
قال الشيخ العثيمين رحمه الله -بتصرف- في شرح الواسطية(2/252-253):
أقسم
النبي عليه الصلاة والسلام، وهو الصادق
البار بدون قسم:
"لَوْ
أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ
ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ
وَلاَ نَصِيفَهُ".
"أُحُد"
جبل
عظيم كبير معروف في المدينة.
والمُدّ:
ربع
الصاع.
"ولا
نصيفه": أي
نصفه.
فالصحابة
رضي الله عنهم إذا أنفق الإنسان منا مثل
أُحُد ذهباً، ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه،
والإنفاق واحد، والمنفَق واحد، والمنفَق
عليه واحد، وكلهم بشر، لكن لا يستوي البشر
بعضهم مع بعض، فهؤلاء الصحابة رضي الله
عنهم لهم من الفضائل والمناقب والإخلاص
والاتباع ما ليس لغيرهم، فلإخلاصهم
العظيم، واتباعهم الشديد، كانوا أفضل من
غيرهم فيما ينفقون.
وهذا
النهي يقتضي التحريم، فلا يحل لأحد منا
أن يسب الصحابة على العموم ، ولا أن يسب
واحداً منهم على الخصوص، فإن سبهم على
العموم كان كافراً، بل لا شك في كفر من شك
في كفره، أما إن سبهم على سبيل الخصوص،
فينظر في الباعث لذلك، فقد يسبهم من أجل
أشياء خَلْقية أو خُلُقية أو دينية ولكل
واحد من ذلك حكمه.