قال العلامة العثيمين رحمه الله كما في كتاب العلم(ص69): من
أجلّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن
يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية
وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ومن المعلوم
أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس؛ لأن شيخ
الإسلام ابن تيمية كانت عباراته قوية
لغزارة علمه، وتوقد ذهنه، وابن القيم رأى
بيتًا معمورًا فكان من التحسين والترتيب،
ولسنا نريد بذلك أن نقول إن ابن القيم
نسخة من ابن تيمية، بل ابن القيم حرّ إذا
رأى أن شيخه خالف ما يراه صوابًا تكلم،
لما رأى وجوب فسخ الحج إلى العمرة، وأن
ابن عباس -
رضي
الله عنهما -
يرى
أنه يجب على من لم يسق الهدي إذا أحرم بحج
أو قران أن يفسخه إلى عمرة، وكان شيخ
الإسلام يرى أن الوجوب خاص بالصحابة، قال
وأنا إلى قوله أميل مني إلى قول شيخنا،
فصرح بمخالفته، فهو رحمه الله مستقل، حر
الفكر، لكن لا غرو أن يتابع شيخه رحمه
الله فيما يراه حقًّا وصوابًا، ولا شك
أنك إذا تأملت غالب اختيارات شيخ الإسلام
وجدت أنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من
تدبر كتبهما.