سئل العلامة العثيمين رحمه الله: قد
يعلم الإنسان شيئًا ويأمر به غيره وهو
نفسه لا يعمله سواء كان فرضًا أو نفلا فهل
يحل له أن يأمر غيره بما لا يعمل؟ وهل يجب
على المأمور امتثال أمره أم يحل له الاحتجاج
عليه بعدم عمله ثم لا يعمل ما أمر به تبعًا
لذلك؟
فأجاب
بقوله:
هنا
أمران، الأمر الأول:
هذا
الذي يدعو إلى الخير وهو لايفعله نقول
له:
قال
الله -
عز
وجل:
{يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا
لَا تَفْعَلُونَ}
{كَبُرَ
مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ}
[الصف:
2،
3]
.
وأنا
أعجب كيف رجل يؤمن بأن هذا هو الحق، ويؤمن
بأن التعبد لله به يقربه إليه ويؤمن بأنه
عبد لله ثم لا يفعله فهذا شيء يعجب له ويدل
على السفه وأنه محط التوبيخ واللوم؛ لقوله
تعالى:
{لِمَ
تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}
. فنقول
لهذا الرجل:
أنت
آثم بتركك العمل بما علمت وبما تدعو إليه،
ولو بدأت بنفسك لكان ذلك من العقل والحكمة.
أما بالنسبة للمأمور فإنه لا يصح له أن يحتج
على هذا الرجل بفعله فإذا أمره بخير وجب
عليه القبول، يجب أن يقبل الحق من كل من
قال به ولا يأنف من العلم.
العلم(ص97-98)