سئل العلامة العثيمين رحمه الله:
هل
يجوز تعلم العلم من الكتب فقط دون العلماء
وخاصة إذا كان يصعب تعلم العلم من العلماء
لندرتهم؟ وما رأيك في القول القائل:
من
كان شيخه الكتاب كان خطؤه أكثر من الصواب؟
فأجاب
قائلا:
لا
شك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء وبطلبه
في الكتب؛ لأن كتاب العالم هو العالم
نفسه، فهو يحدثك من خلال كتابه، فإذا تعذر
الطلب على أهل العلم، فإنه يطلب العلم من
الكتب، ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء
أقرب من تحصيله عن طريق الكتب؛ لأن الذي
يحصل عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى
جهد كبير جدًّا، ومع ذلك فإنه قد تخفى
عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية
التي قعَّدها أهل العلم والضوابط، فلا
بد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر
الإمكان.
وأما
قوله:
"من
كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه"،
فهذا ليس صحيحًا على إطلاقه ولا فاسدًا
على إطلاقه، أما الإنسان الذي يأخذ العلم
من أيّ كتاب يراه فلا شك أنه يخطئ كثيرًا،
وأما الذي يعتمد في تعلُّمه على كتب رجال
معروفين بالثقة والأمانة والعلم فإن هذا
لا يكثر خطؤه بل قد يكون مصيبًا في أكثر
ما يقول.
العلم(ص110-111)