كيف نرد على من قال: إن العلماء السابقين لم تكن لديهم المشاغل التي تؤثر على حفظهم كما هو حاصل لعلماء هذا الزمان، ومنهم من يكون ليس لديهم إلا التفرغ لطلب العلم وحفظه والجلوس بلا مشاغل، أما الآن فكثرت المشاغل الدنيوية التي تأخذ كل الوقت، والإنسان قد لا يستطيع الاستغناء عن هذه المشاغل؟
أقول
لطالب العلم ما دمت أنك قد فرغت نفسك للعلم
فكن طالب علم حقًّا، وأعتقد أن البَنَّاء
الذي فرغ نفسه للبناء لا يلتفت إلى عمل
آخر، بل يلتفت إلى مهمته التي كرَّس نفسه
لها ورأى أنها هي الخير له، فما دمت تعلم
أن طلب العلم هو الخير وتريد أن تتخذه
طريقًا فلا تلتفت إلى غيره.
وفي
ظني أن الرجل إذا ثابر مع الإيمان والإخلاص
وصدق النية فإن الله -
سبحانه
وتعالى -
يعينه
ولا يعبأ بهذه المشكلات، والله -
عز
وجل -
يقول:
{وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ
أَمْرِهِ يُسْرًا}
[الطلاق:
4] .
{وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
[الطلاق:
2،
3]
فعليك
بصدق النية في الطلب تجد أن الأمر سهل وميسر.
العلم للعثيمين(ص98)