قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرح العقيدة الواسطية(2/159-160): كرامات
الأولياء حق، وقد دل عليها الكتاب والسنة
والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين.
والناس
في كرامات الأولياء على ثلاثة أصناف:
الصنف
الأول:
من
ينفيها من المبتدعة كالمعتزلة والجهمية
وبعض الأشاعرة، وشبهتهم:
أن
الخوارق لو جاز ظهورها على أيدي الأولياء
لالتبس النبي بغيره، إذ الفرق بين النبي
وغيره هو المعجزة التي هي خرق العادة.
الصنف
الثاني:
من
يغلو في إثبات الكرامة من أصحاب الطرق
الصوفية والقبوريين الذين يدجلون على
الناس ويأتون بخوارق شيطانية، كدخول
النار وضرب أنفسهم بالسلاح وإمساك
الثعابين، وغير ذلك مما يدعونه لأصحاب
القبور من التصرفات التي يسمونه كرامات.
الصنف
الثالث: أهل السنة والجماعة، يؤمنون بكرامات الأولياء ويثبتونها على
مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة.
ويردون
على من نفاها بحجة منع الاشتباه بين النبي
وغيره:
بأن
هناك فوارق عظيمة بين الأنبياء وغيرهم
غير خوارق العادات.
وأن
الولي لا يدعي النبوة ولو ادعاها لخرج عن
الولاية وصار مدعيا كذابًا لا وليًا، ومن
سنة الله أن يفضح الكاذب، كما حصل لمسيلمة
الكذاب وغيره.
ويردون
على من غلا في إثباتها فادعاها للمشعوذين
والدجالين، بأن هؤلاء ليسوا أولياء الله،
وإنما هم أولياء للشيطان وما يجري عليهم
إما كذب وتدجيل، أو فتنة لهم ولغيرهم
واستدراج، والله أعلم.
ولشيخ
الإسلام ابن تيمية في هذا الموضوع كتاب
جليل اسمه:
(الفرقان
بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).