سئل العلامة العثيمين رحمه الله: طالب
العلم المبتدئ هل يبدأ في طلب العلم بالبحث
عن الأدلة أم يقلد في ذلك أئمة أحد المذاهب؟
ما توجيه سماحتكم حفظكم الله تعالى؟
فأجاب
فضيلته بقوله:
الطالب
المبتدئ في العلم يجب عليه البحث عن الدليل
بقدر إمكانه؛ لأن المطلوب الوصول إلى
الدليل، ولأجل أن يحصل له التمرن على طلب
الأدلة وكيفية الاستدلال فيكون سائرًا
إلى الله على بصيرة وبرهان، ولا يجوز له
التقليد إلا لضرورة كما لو بحث فلم يستطع
الوصول إلى نتيجة أو حدثت له حادثة تتطلب الفورية،
فلم يتمكن من معرفة الحكم بالدليل قبل
فوات الحاجة إليها فله حينئذ أن يقلد بنية أنه متى تبين له الدليل رجع إليه، وإذا
اختلف عليه المفتون، فقيل يخيَّر، وقيل
يأخذ بالأيسر؛ لأنه الموافق لقوله تعالى:
{يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ}
[البقرة:
185] .
وقيل:
يأخذ
بالأشد؛ لأنه أحوط وغيره مشتبه، وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم:
"من
اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".
والأرجح
أن يأخذ بما يغلب على ظنه أنه أقرب إلى
الصواب لكون قائله أعلم وأورع، والله
أعلم.
العلم (118-119)