إن
الإنسان إذا قرأ التاريخ ورأى ما عليه
سلف هذه الأمة من العزة والظهور والإستقامة
والطمأنينة لرأى أمراً عجيباً غريباً لا
يصدق به لولا أن ذلك قد ثبت، لماذا؟
لأن هذه الأمة تمسكت بدين الله قولا وفعلا وعقيدة ظاهرا وباطنا فصار لها الكلمة العليا وصار لها الظهور والعزة والكرامة، ولما تفرقت الأمة وتشتتت واختلفت صارت أمما ممزقة من هنا ومن هناك عادت العزة ذلة وعادت الكرامة مهانة وعاد النصر خذلانا وصار بأسهم بينهم يقتل بعضهم بعضا لا يدري القاتل فيما قتل ولا يدري المقتول فيما قُتل؟
إننا نسمع في هذه الأونة الأخيرة نسمع الفتن من شرق وغرب وشمال وجنوب نسمع فتنا يخوض الناس بدماء بعضهم يخوضون بها ويقتتلون اقتتالا ضارياً قد يكون أشد من قتال الكفار من اليهود والنصارى وما ذلك إلا بسبب الإعراض عن دين الله (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22) ولكن هذا الكتاب الذي كتب الله عز وجل قبل أن يبرأ الخليقة إنما كان له أسباب بيّنها الله تعالى في قوله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) وبيّنها في قوله (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) وبيّن عز وجل كمال قدرته في قوله (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض)(الأنعام: من الآية65) عذاباً من فوق إما أن يكون بصواعق مدمرة أو يكون ببرد كبير مدمر أو يكون بحجارة من سجيل أو يكون بغير ذلك مما يريد الله عز وجل أو من تحت أرجلكم بالفيضانات والزلازل وغير ذلك أو يلبسكم شيعا يجعلكم متفرقين أمما ويذيق بعضكم بأس بعض هذا يقتل هذا وهذا يقتل هذا ولكن هذه العقوبات التي هدد الله بها وبيّن قدرته عليها إنما تكون حين يكون الإنحراف والطغيان والظلم واستمعوا إلى قول الله عز وجل (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (لأعراف:97) (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:98) (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99) أيها المسلمون إذا طبقنا هذه على حالنا في هذه البلاد وجدنا أننا ننام ولله الحمد في طمأنينة ووجدنا أننا نخرج ضحى ... ووجدنا أننا في عيش رغيد يأتينا رزقنا رغدا من كل مكان ولكن ذلك لا يدوم إذا حصل ونسأل الله أن لا يحصل لا يدوم إذا حصل التمرد عن طاعة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين عباده محاباة وإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم كما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: من الآية13) إننا إذا خرجنا عن دين الله وما يجب علينا أن نتمسك به في ديننا فإنه حري أن يصيبنا ما أصاب غيرنا وبهذا يضرب الله الأمثال لهذه الأمة في الأمم التي أهلكها وبيّن أنه سبحانه وتعالى يضرب لنا الأمثال لنتقي (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10)
لأن هذه الأمة تمسكت بدين الله قولا وفعلا وعقيدة ظاهرا وباطنا فصار لها الكلمة العليا وصار لها الظهور والعزة والكرامة، ولما تفرقت الأمة وتشتتت واختلفت صارت أمما ممزقة من هنا ومن هناك عادت العزة ذلة وعادت الكرامة مهانة وعاد النصر خذلانا وصار بأسهم بينهم يقتل بعضهم بعضا لا يدري القاتل فيما قتل ولا يدري المقتول فيما قُتل؟
إننا نسمع في هذه الأونة الأخيرة نسمع الفتن من شرق وغرب وشمال وجنوب نسمع فتنا يخوض الناس بدماء بعضهم يخوضون بها ويقتتلون اقتتالا ضارياً قد يكون أشد من قتال الكفار من اليهود والنصارى وما ذلك إلا بسبب الإعراض عن دين الله (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22) ولكن هذا الكتاب الذي كتب الله عز وجل قبل أن يبرأ الخليقة إنما كان له أسباب بيّنها الله تعالى في قوله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) وبيّنها في قوله (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) وبيّن عز وجل كمال قدرته في قوله (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض)(الأنعام: من الآية65) عذاباً من فوق إما أن يكون بصواعق مدمرة أو يكون ببرد كبير مدمر أو يكون بحجارة من سجيل أو يكون بغير ذلك مما يريد الله عز وجل أو من تحت أرجلكم بالفيضانات والزلازل وغير ذلك أو يلبسكم شيعا يجعلكم متفرقين أمما ويذيق بعضكم بأس بعض هذا يقتل هذا وهذا يقتل هذا ولكن هذه العقوبات التي هدد الله بها وبيّن قدرته عليها إنما تكون حين يكون الإنحراف والطغيان والظلم واستمعوا إلى قول الله عز وجل (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (لأعراف:97) (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:98) (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99) أيها المسلمون إذا طبقنا هذه على حالنا في هذه البلاد وجدنا أننا ننام ولله الحمد في طمأنينة ووجدنا أننا نخرج ضحى ... ووجدنا أننا في عيش رغيد يأتينا رزقنا رغدا من كل مكان ولكن ذلك لا يدوم إذا حصل ونسأل الله أن لا يحصل لا يدوم إذا حصل التمرد عن طاعة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين عباده محاباة وإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم كما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: من الآية13) إننا إذا خرجنا عن دين الله وما يجب علينا أن نتمسك به في ديننا فإنه حري أن يصيبنا ما أصاب غيرنا وبهذا يضرب الله الأمثال لهذه الأمة في الأمم التي أهلكها وبيّن أنه سبحانه وتعالى يضرب لنا الأمثال لنتقي (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10)